كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد

الباب السادس والسبعون باب التصريف - [أدلة الزيادة] - ج: 10 - ص: 4926

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

يثبت أن الهمزة تزاد مؤخرة بعد ألف زائدة (١)، وإنما يثبت هذا الحكم للنون فقط، فلو كان قبل الألف الزائدة حرفان وجب الحكم بأصالة النون (نحو: سنان وعنان وبنان (٢) وكذا لو كانت الكلمة من باب جنجان) (٣) يحكم بأصالة النون؛ إذ لو كانت زائدة لكانت الكلمة من باب سلس وهو قليل فينبغي أن تكون الكلمة من باب الرباعي المضاعف نحو: صلصلت (٤)، واعلم أنّا نفهم من قول المصنف:

يحكم بزيادة ما صحب أكثر من أصلين من كذا أو كذا - أمرين: أحدهما: أن كلّا من هذه الأحرف الخمسة متى صحب أصلين فقط لا يحكم بزيادته، بل يجب الحكم بأصالته إن كان غير ألف، ويكون بدل أصل إن كان ألفا، وإنما كان كذلك لأنّه لا بد من تكملة أقل الأصول وهو ثلاثة، فمن ثمّ حكم بأصالة الياء في: يوم وبيع ورمي، وبأصالة الواو في: قول وغزو، وبأصالة الهمزة في: أخذ وأكل وأمر، وبأصالة الميم في: ملك ومسخ وأشباههما، وحكم بكون الألف بدلا من أصيل في: مال وباب وناب وعصا ورحا، ولو انضم إلى الأصلين حرف محكوم بزيادته كان الحكم بأصالة الحروف المذكورة باقيا كما في نحو: ياوم وبايع ورامى وقاول وغازى وآخذ وآكل وآمر ومالك وماسخ، وهذا واضح. ثاني الأمرين: أن كلّا من هذه الأحرف الخمسة، إذا وجد بالقيد الذي قيدت به زيادته ووجد معه ثلاثة أحرف حكمنا بزيادته، ولو كان أحد تلك الثلاثة حرفا يمكن أن يكون هو الزائد بأن يكون حرف لين أو مكرّرا مدغما.

والظاهر: أن الأمر كذلك إلا إذا دلّ دليل على أن الزائد هو حرف لين أو المكرر -

---

(١) أقرّ الشارح بزيادة الهمزة في هذا الموضع حيث قال (ص ٤٩٢٠): «بل المراد أنهما - الهمزة والميم - لا تطرد زيادتهما إلا إذا كانتا مصدرتين، أو كانت الهمزة آخرا بشرط كونها بعد ألف زائدة، وأنه يحكم بزيادتها إذا وجدتا بهذه الصفة من غير نظر إلى اشتقاق أو غيره ما لم يعارض الزيادة دليل أصالة».
(٢) الممتع (١/ ٢٥٨).
(٣) سقط ما بين القوسين من (جـ) وانظر: المرجع السابق.
(٤) قال ابن عصفور في الممتع (١/ ٢٥٨): «ألا تكون من باب: جنجان؛ فإنه ينبغي أن تجعل النون فيه أصلية؛ إذ لو كانت نونه زائدة لكانت الكلمة ثلاثية، ويكون فاؤها جيما ولامها جيما فيكون من باب: سلس وقلق أعني مما فاؤه ولامه من جنس واحد وذلك قليل جدّا، وإن جعلت النون أصلية كانت من باب الرباعي المضعف، نحو: صلصلت وقلقلت وذلك باب واسع».