للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ابن الحاجب: بخلاف الصفة كالغزوى يعني أنثى الأغزى، أفعل تفضيل من غزا يغزو؛ فهو تمثيل من عنده وليس معه ثقل، والقياس أن يقال: الغزيا كما يقال:

العليا (١). انتهى. ولا يخفى على المتأمل ترجيح كلام المصنف في هذه المسألة وبحثه وتعليله على كلام ابن عصفور فيها، والدليل الذي ذكره المصنف ظاهر في المراد، وقد اعترف ابن عصفور بأن هذه الكلمات - أعني العليا والدنيا والقصيا - صفات، ويكفي ذلك وقد اعترف بأن قلب الواو ياء، إنما هو للفرق بين الاسم والصفة، وإذا كان كذلك فالصفة أثقل من الاسم فهي أحوج منه إلى التخفيف، وقد ذكر الشيخ أن الشيخ بهاء الدين محمد بن إبراهيم بن النحاس الحلبي (٢) - رحمه الله تعالى - ناهيك به من نحوي حاذق ومحقق، كان يختار ما ذهب إليه المصنف (٣)، وإذ قد عرف هذا اتضح المراد بقول المصنف في متن التسهيل: تبدل الياء من الواو لاما لفعلى صفة محضة أو جارية مجرى الأسماء إلا ما شذ كالحلوى بإجماع والقصوى عند غير تميم إذ قد مرّ ما يتضمن شرح ذلك، إلا أن قوله: والقصوى عند غير تميم يقتضي بظاهره أن بني تميم ينطقون بالقصوى، وأن ذلك شاذ في

القياس، ولكنه قال في شرح الكافية: وشذ ما سلمت واوه كالقصوى، وبنو تميم يقولون: القصيا فيجرونه على القياس (٤) وقد تقدم ما نقلناه عنه في إيجاز التعريف وهو قوله نقلا عن ابن السكيت والفراء: إلا أن أهل الحجاز قالوا: القصوى، فأظهروا الواو، وهو نادر، وبنو تميم يقولون: القصيا (٥) وأقر هو ذلك ولم ينكره.

وأما المسألة الثانية (٦): وهي قوله: وشذ إبدال الواو من الياء لاما لفعلى اسما، فاعلم أن المشهور المعروف أن الواو تبدل من الياء لاما لفعلى اسما، وأن ذلك مطرد -


(١) انظر: التذييل (٦/ ١٧٠ أ) والنكت (٢/ ١٠١٨) والأشموني (٤/ ٣١٣)، وابن جماعة (١/ ٣٠٨ - ٣٠٩).
(٢) هو الإمام بهاء الدين شيخ العربية والأدب بالديار المصرية قرأ القراءات على الكمال القدير، وروى الإيضاح والتكملة لأبي علي الفارسي والمفصل وغيرهم، كان عالما في النحو واللغة والتصريف. راجع:
طبقات القراء لابن الجزري (٢/ ٤٦) توفي سنة (٦٩٨ هـ).
(٣) انظر: التذييل (٦/ ١٧٠ أ) وابن جماعة (١/ ٣٠٩).
(٤) شرح الكافية (٤/ ٢١٢٢).
(٥) سقط ما بين القوسين من (جـ).
(٦) انظر: الكتاب (٢/ ٣٨٤) والمقتضب (١/ ٣٠٦) والتكملة (ص ٢٦٩) والمنصف (٢/ ١٥٧) والخصائص (١/ ١٣٣، ٣٠٧) والنزهة (ص ٢٤٠) والمفصل (ص ٢١٧) وابن يعيش (١٠/ ١١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>