وإن كان الذي يلي الفعل أبعد من الآخر، ففي ذلك أربعة مذاهب: أحدها: مذهب سيبويه: وهو أنه لا يجوز إلا الانفصال، نحو زيد ظننته إياك، والدرهم أعطيته إياك، ولا يجيز ظننتهوك ولا أعطيتهوك. الثاني: مذهب طائفة من قدماء النحويين وتبعهم أبو العباس: وهو أنه يجوز الانفصال والاتصال، والانفصال أحسن. الثالث: مذهب الفراء: وهو أنه لا يجوز عنده إلا الانفصال، إلا أن يكون ضمير مثنى، أو ضمير جماعة من المذكرين، فيجوز إذ ذاك الاتصال والانفصال. والانفصال أحسن، نحو: الدرهمان أعطيتهماك، والغلمان أعطيتهموك، والزيدان ظننتهما كما، والزيدون ظننتهموكم. الرابع: مذهب الكسائي: وهو كمذهب الفراء، إلا أن الكسائي يجيز الاتصال إذا كان الأول ضمير جماعة في المؤنثات، نحو قولك: الدراهم أعطيتهن كن. والذي ورد به السماع وتكلمت به العرب، هو ما ذهب إليه سيبويه. التذييل والتكميل (٢/ ٢٣١). (٢) انظر الكتاب (٢/ ٣٦٣، ٣٦٤). (٣) شرح التسهيل (١/ ١٥٢). وانظر في كلام عثمان رضي الله عنه: النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ١٧٨).