للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

هذا إن جعلنا ذا في البيتين بمعنى الذي (١) والمانع يتأول ذلك كما تأول:

٣١٩ - وإنّي لرام نظرة قبل الّتي ... لعلّي ... البيت

الخامس: لم يشترط المصنف في جملة الصلة ألا تكون تعجبية مع أنها ليست إنشاء على قول الأكثرين فيحتمل أن يكون مذهبه امتناع الوصل بها وأهمل التعرض لذكره.

ويحتمل أن يكون مذهبه جواز الوصل كما هو رأي ابن خروف ومن وافقه (٢) فإنهم أجازوا ذلك، قالوا: كما جاز الوصف بها (٣) في قولك: مررت برجل ما أحسنه.

وقد اعتل المانعون لذلك بأن الصلة موضحة وخفاء السبب في التعجب ينافي ذلك. ولا يخفى ضعف هذا الاعتلال فإنه لا يلزم من خفاء السبب خفاء مضمون الجملة الواقعة الصلة.

السادس: قال المصنف: «المشهور عند النحويين تقييد الجملة الموصول بها بكونها معهودة (٤) وذلك غير لازم لأن الموصول قد يراد به معهود فتكون صلته معهودة كقوله تعالى: وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ (٥).

ومنه قول الشاعر:

٣٢٠ - ألا أيّها القلب الّذي قاده الهوى ... أفق لا أقرّ الله عينك من قلب (٦)

-


(١) إنما قال ذلك لأنها تحتمل وجها غير ذلك وهو أن تكون زائدة (شرح الكافية للرضي: ١/ ٩٥) كما تحتمل أن تكون ذا مركبة مع ما اسم استفهام وهو مشهور.
(٢) الهمع (١/ ٨٦) وحاشية الصبان (١/ ١٦٤).
(٣) المشبه مقدر، وأصل الكلام: أنه يجوز الوصول بجملة التعجب كما جاز الوصف بها في قولك ... إلخ.
(٤) أي معلومة لدى المخاطب لأن الموصول صفة والصفة لا بد أن تكون معلومة لأن الصفات لم يؤت بها ليعلم المخاطب بشيء يجهله وأما الصلة المبهمة أي المجهولة للمخاطب فلا يجوز الوصل بها إلا في معرض التفخيم والتهويل: فمثال الأول قوله تعالى: فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى [النجم: ١٠] ومثال الثاني قوله تعالى: فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ [طه: ٧٨].
(٥) سورة الأحزاب: ٣٧.
(٦) البيت من بحر الطويل غير منسوب لقائل معين. وقبله:
وقلت لقلبي حين لجّ به الهوى ... وكلّفني ما لا أطيق من الحبّ
وشاهده: وقوع جملة الصلة معهودة معروفة.
والبيت في شرح التسهيل (١/ ١٨٧) وفي التذييل والتكميل (١/ ٥٩٠) وليس في معجم الشواهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>