للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ثم ها هنا ثلاثة أمور:

الأول: أنهم ذكروا في وقوع ذا الموصولة بعد من الاستفهامية خلافا لا يعتد به (١) والدليل على صحة ذلك قول أعشى ميمون (٢):

٣٥٩ - وغريبة تأتي الملوك كريمة ... قد قلتها ليقال من ذا قالها (٣)

وقول أمية بن أبي عائد الهذلي (٤): -


- ديوان جرير (ص ٢١٢).
اللغة: هيّجت: بعثت وأتت - الصّبابة: الرقة والشوق. يهذي: من باب ضرب يضرب والمصدر هذيا تكلم بغير معقول لمرض أو غيره.
ويستشهد بالبيت هنا على احتمال ماذا أن تكون بمعنى النكرة وأن تكون اسما موصولا في غير الاستفهام.
والبيت في شرح التسهيل (١/ ١٩٧) وفي التذييل والتكميل (٣/ ٤٨) وفي شرح المرادي (١/ ١٩٤) وليس في معجم الشواهد.
(١) قال أبو حيان: «لا نعلم خلافا في جعل ذا موصولة بعد ما الاستفهامية. وأما بعد من ففيه خلاف وأكثر أصحابنا أجازوا ذلك، ومن النحويين من لا يجيز ذلك».
قال: «وفي البسيط لا تكون ذا موصولة مع من لأن من تخص من يفعل فليس فيها إبهام كما في ما، وإنما صارت بالرد إلى الاستفهام في غاية الإبهام، فأخرجت ذا من التخصيص وجذبتها إلى معناها ولا كذلك من لتخصيصها» (التذييل والتكميل: ٣/ ٤٣).
(٢) هو الملقب بالأعشى الكبير واسمه ميمون بن قيس سبقت ترجمته وهناك أعشى همدان واسمه عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث ترجمته في تاريخ الأدب العربي لبروكلمان، وهناك أعشى بني ربيعة المتوفى سنة (٩٢ هـ) وترجمته (ص ٢٣٨) في المرجع المذكور.
وهناك أعشى تغلب وترجمته في المرجع السابق أيضا.
(٣) البيت من قصيدة للأعشى يمدح بها قيس بن معدي كرب وهي من أجود المدح وتبدأ بالغزل على عادة الشعراء الجاهليين. وبيت الشاهد في الفخر بنفسه وبشعره وبما يفعله مع ممدوحيه من الملوك وقبله قائلا عن حبيبته.
حفظ النّهار وبات عنها غافلا ... فخلت لصاحب لذّة وخلا لها
وسبيئة ممّا تعتق بابل ... كدم الذّبيح سلبتها جريالها
السبيئة: هي الخمر المشتراة والجريال: صبغ أحمر استعير للون الخمر ويقصد بالغريبة في بيت الشاهد:
القصيدة الشعرية لأنها تتغرب على ألسنة رواتها.
ويستشهد بالبيت على موصولية ذا مقترنة بمن الاستفهامية. والبيت في معجم الشواهد (ص ٢٧٣) وفي شروح التسهيل لابن مالك (١/ ١٩٨) ولأبي حيان (٣/ ٤٣) وللمرادي (١/ ١٩٥).
(٤) هو أمية بن أبي عائد الهذلي شاعر إسلامي من شعراء الدولة الأموية وقد مدح عبد الملك بن مروان -

<<  <  ج: ص:  >  >>