للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

واتفقوا على جواز مجيء الحال من الراجع المحذوف إذا كانت مؤخرة عنه في التقدير، واختلفوا إذا كانت في التقدير مقدمة عليه فأجازها ثعلب ومنعها هشام (١).

- ومثال المجرور بإضافة صفة ناصبة تقديرا قوله تعالى: وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ (٢) فهذا مثال الإثبات، ومثال الحذف قوله تعالى: فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ (٣).

ومنه قول الشاعر:

٣٨٨ - لعمرك ما تدري الضّوارب بالحصى ... ولا زاجرات الطّير ما الله صانع (٤)

وقول الآخر:

٣٨٩ - سأغسل عني العار بالسّيف جالبا ... عليّ قضاء الله ما كان جالبا (٥)

وقول الآخر: -


(١) معناه أنك إذا قلت: جاء الذي ضربت راكبا جاز باتفاق وصاحب الحال العائد المحذوف في قولك ضربت وأصله ضربته، أما إذا قلت: جاء راكبا الذي ضربت وصاحب الحال الضمير المحذوف أيضا فقيل بالجواز وقيل بالمنع.
(٢) سورة الأحزاب: ٣٧.
(٣) سورةطه: ٧٢.
(٤) البيت من بحر الطويل من قصيدة للبيد بن ربيعة العامري يرثي بها أخاه أربد ومطلعها كما في الديوان (ص ٩٠):
بلينا وما تبلى النجوم الطّوالع ... وتبقى الجبال بعدنا والمصانع
والبيت يدعو إلى إبطال عادات قبيحة عند العرب في الجاهلية وهي الضرب بالحصى وزجر الطير ليعرف الإنسان خيره وشره ويبين أن الله وحده هو الذي يعرف ذلك.
وشاهده قوله: ما الله صانع حيث حذف العائد المجرور بإضافة الصفة إليه وحقه لو ذكر أن يقال: ما الله صانعه.
والبيت في شرح التسهيل (١/ ٢٠٥) وفي التذييل والتكميل (٣/ ٧٥) وليس في معجم الشواهد.
(٥) البيت من بحر الطويل قائله سعد بن ناشب وهو مطلع قصيدة له في الشعر والشعراء (٢/ ٧٠٠) وفي الحماسة (١/ ٦٧) وبعده:
وأذهل عن داري وأجعل هدمها ... لعرضي من باقي المذمّة جانبا
ويصغر في عيني تلاوى إذا انثنت ... يميني بإدراك الّذي كنت طالبا
والشاعر يفتخر بالقوة والشجاعة وأن طريقه إلى قضاء حاجته هو السيف حتى لو أداه ذلك إلى الموت.
وشاهده قوله: ما كان جالبا حيث حذف العائد المجرور بالإضافة وأصله ما كان جالبه.
والبيت في معجم الشواهد (ص ٢٨) وهو في التذييل والتكميل (٣/ ٧٥) أما ابن مالك فقد جعل الشاهد البيت الذي أوله: ويصغر في عيني تلادي .. إلخ. -

<<  <  ج: ص:  >  >>