للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

والتي وتثنيتهما وجمعهما والكلام الآن في أنهما في اللفظ مفردان مذكران فإذا وافق معناهما. لفظهما كفى المتكلم واستوى العالم والمتعلم وإذا خالف معناهما لفظهما فلك فيما لهما من ضمير وغيره مراعاة اللفظ ومراعاة المعنى، لكن مراعاة اللفظ فيما اتصل بهما أولى كقوله تعالى: (١) أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ (٢)، لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ (٣). ومراعاة المعنى فيما اتصل بهما جائز كقوله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ (٤) ومن وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذلِكَ (٥).

ومنه قول امرئ القيس:

٤١٦ - فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها ... لما نسجتها من جنوب وشمأل (٦)

أي التى نسجتها منه. ومثله قول الآخر:

٤١٧ - تعشّ فإن عاهدتني لا تخونني ... نكن مثل من يا ذئب يصطحبان (٧)

هذا إذا لم يعضد المعنى سابق فيختار مراعاته كقول الشاعر: -


(١) شرح التسهيل (١/ ٢١٢).
(٢) سورةآل عمران: ١٦٢.
(٣) سورة الحديد: ٢٣.
(٤) سورةيونس: ٤٣.
(٥) سورة الأنبياء: ٨٢.
(٦) البيت من بحر الطويل وهو ثاني بيت من معلقة امرئ القيس المشهورة وهي في الديوان (ص ٨ - ٢٦).
اللغة: توضح والمقراة: موضعان. لم يعف رسمها: لم يذهب أثرها.
نسجتها: أتت عليها. الجنوب والشمأل: من أسماء الرياح عند العرب.
والمعنى: لم يتغير مواضع أحبابه وديارهم بسبب الرياح فقط وإنما بمرور الأزمنة عليها وسقوط الأمطار.
ويستشهد بالبيت على مجيء العائد على الموصول باعتبار معناه وهو المفرد المؤنث ولو اعتبر لفظ ما لقال نسجها.
والبيت في معجم الشواهد (ص ٣٠٣) وفي التذييل والتكميل: (٣/ ١٠٨).
(٧) البيت من بحر الطويل من قصيدة للفرزدق سبق الحديث عنها.
وهو في هذا البيت يصف موقفا بينه وبين ذئب لقيه في طريقه فرمى له الفرزدق رجل شاة ثم عاد فرمى له يدها وتصاحبا (انظر القصيدة في ديوان الفرزدق ٢/ ٣٢٩) وبعد بيت الشاهد قوله:
وأنت امرؤ يا ذئب والغدر كنتما ... أخيّين كانا أرضعا بلبان
ويستشهد بالبيت على ذكر الضمير العائد على الموصول مثنى باعتبار معناه في قوله: يصطحبان وسيأتي هذا البيت شاهدا مرة أخرى في آخر هذا الباب.
وهو في معجم الشواهد (ص ٣٩٨) وفي شرح التسهيل (١/ ٢١٣) وفي التذييل والتكميل (٣: ١٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>