والشاهد في البيت: ورود من نكرة موصوفة دون أن تدخل عليها رب، وفي هذا البيت رد على الكسائى الذي يدعي أن من لا تستعمل نكرة موصوفة إلا في موضع لا تقع فيه إلا النكرة. ووجه الرد أن غيرنا في البيت وردت مجرورة على أنها نعت لمن فدل على أن من نكرة وهذا الموضع لا يختص بالنكرات. كما روي البيت برفع غير فتحتمل من أن تكون نكرة أيضا والجملة بعدها صفة في موضع جر وأن تكون موصولة والجملة بعدها صلة وحذف العائد. قال أبو حيان: وللكسائي أن يقول: من في البيت زائدة والتقدير: على غيرنا إذ من مذهبه جواز زيادة من. واستشهد ابن هشام بالبيت على زيادة الباء في فاعل كفى المتعدية لواحد (مغني اللبيب: ١/ ١٠٩). والبيت ومراجعه في معجم الشواهد (ص ٣٨٨) وفي التذييل والتكميل (٣/ ١١٩). (١) وهو ذكر ما يختص به إحدى الكلمتين (من وما) عن الأخرى. (٢) مثل من أمثال العرب (مجمع الأمثال: ٣/ ١٢١) قالته الزباء لما رأت قصير بن سعد اللخمي قد قطعت أنفه وسبب ذلك أنه أراد أن يتودد للزباء لتطمئن إليه فيستطيع أن يأخذ بثأر صاحبه جذيمة ابن الأبرش من الزباء فقطع أنفه وادعى أن عمرو بن عدي عدوها هو الذي فعل به ذلك وبرع في تلك الحيلة فاطمأنت إليه الزباء فكان ذلك سببا في قتلها. (انظر مجمع الأمثال: ١/ ٢١٦) وهي قصة طريفة. (٣) شرح التسهيل: (١/ ٢٤٢). (٤) انظر نصه في شرح الجمل له: (٣/ ٤٠) باب مواضع ما وهي تسعة.