وإنا لمحقوقون حين غضبتم ... بأيمة عبد الله أن سنهينها
فلست لمن أدعى له إن تفقأت ... عليها دماميل استه وحبوبها
الحجل: جمع حجلة. والمقصور: المرسل عليه الستور. والنواشىء: النساء الشواب. وقصد الشاعر إلى أن يحسرهم ويقصر بشأنهم ويهينهم حين عدوا طورهم، فخطبوا غير كفوهم، فقال: إن عندنا نساء كالغزلان في جيدها، وبقر الوحش في عينها، مخدرات في الحجال، ممنعات حوالي بيوتنا، نربأ بأقدارها عن مواصلتكم بهن، فتحسروا وارجعوا عنا مقذوعين مذللين؛ فإنا أحقاء حين غضبتم بسبب أيمة عبد الله، وترفعنا عن مناكحته، بأنا لا نستعظمها بل نهونها، ونقل فكرنا فيها. وقوله أن سنهينها أن مخففة من الثقيلة. والمعنى: إنا لمحقوقون بأنا سنهينها لا محالة. ومثل هذا قول الآخر:
فما أكبر الأشياء عندي حزازة ... بأن أبت مزرياً عليك وزاريا
وقوله فلست لمن أدعي له يجري مجرى اليمين، أي للوالد الذي أنسب إليه، أن أنكح عبد الله فينا، وتشققت خراجات استه عليها. وهذا الكلام إزراء به، واحتقار له، بذكر السوأة منه. وذكر الدماميل تشنيع للحال، وأن العزبة بلغت به هذا المبلغ لزهد الناس في مناكحتهم. وقال دماميل لأنه أشبع كسرة الميم فأحدث عنها ياء. ومثله:
نفى الدراهيم تنقاد الصياريف
والأصل الدراهم والصيارف.
[وقال حريث بن عناب]
بنى ثعل أهل الخناما حديثكم ... لكم منطق غاو وللناس منطق