للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وقال دريد بن الصمة]

تراه خميص البطن والزاد حاضر ... عتيد ويغدو في القميص المقدد

وقد مرت هذه الأبيات مشروحة.

وقال آخر:

كريم رأى الإفتار عاراً فلم يزل ... أخا طلب للمال حتى تمولا

فلما أفاد المال عاد بفضله ... على كل من يرجو جداه مؤملا

الإفتار: نقيض الإكثار. يقال فلان مكثر، وفلان مقتر. وكذلك التقتير عقيب التكثير. ويقال: قتر على أهله وأقتر، إذا ضيق عليهم في الإنفاق، وفي القرآن: " والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا "، قرى بضم الياء وفتحها على اللغتين. يقول: لما رأى في ماله القصور والعجز عن مدى همه، رأى ذلك عاراً ومنقصة، فلم يزل يمتطي المراكب الشاقة طالباً للمال، ويدبم الحل والترحال في كسبه وجمعه، حتى إذا استغنى ونال مناه، لم ينفرد به دون مؤمليه، ولك يجعله مقصوراً على لذاته ومباغيه، ولكن عاد يفضل عليهم، وأقبل يشركهم فيه ويعطيهم. ويقال أفاد بمعنى استفاد. والجدا والجدوى: العطية.

لما أتى يزيد بن عبد الملك بآل الملهب قام " كثير " بيد يديه فقال:

حليم إذا ما نال عاقب مجملاً ... أشد العقاب أو غفا لم يثرب

فعفوا أمير المؤمنين وحسبة ... فما تحتسب من صالح لك يكتب

أسلموا فإن تغفر فإنك أهله ... وأفضل حلم حسبة حلم مغضب

<<  <   >  >>