بعين أباغ قاسمنا المنايا ... فكان قسيمها خير القسيم
انتصب ماجداً على معنى أنه مفعول مقدم، ومنكم في موضع الصفة له. وموضع ماجداً منكم قتلنا الجملة موضع المفعول لقوله قالوا. وقوله كذاك الرمح جوابٌ لهذا الابتداء، كأنه قال: فأجيبوا: الرمح يكلف بالكريم كذلك، فأشير بذاك إلى الخبر الذي اقتصوه. والكاف من كذاك كاف الخطاب لا موضع له من الإعراب. وتلخيص الكلام: الرمح يكلف بالكرام كلفاً مثل ذلك الكلف. والعامل في كذاك يكلف. والمعنى: تنادوا: قتلنا ماجداً منكم؛ فأجيبوا: الرمح يعشق الكرام ويولع بهم مثل ذلك. وأكثر ما يجيء الجواب في إثر السؤال من واحدٍ في القرآن، كقوله تعالى:" لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ". وقد ألم في هذا البيت بقوله طرفة:
أرى الموت يعتام الكرام ويصطفى ... عقيلة مال الفاحش المتشدد
وقوله بعين أباغ قاسمنا المنايا مثله قول الآخر:
وقاسمني دهري بني بشطره
كأنه كان للمنايا نصيبٌ فيهم فقاسمتهم على نصيبها فوقع إليها خير النصيبين. والمعنى: اختارت منهم الأمثل فالأمثل، وغادرت الفل منهم والمسترذل. وقوله قسيمٌ