للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مجموعها ومفرقها، وتنفرد بمكابدة مجهولها ومعرفها، فأفوز بادعائها، وتسقط المشاركة بيني وبين أربابها ممن سبقني لتقدم زمانه، أو تأخر عني لتأخر ميلاده.

[وقال شبرمة بن الطفيل]

ويوم شديد الحر قصر طوله ... دم الزق عنا واصطكاك المزاهر

لدن غدوةً حتى أروح، وصحبتي ... عصاة على الناهين شم المناخر

كأن أباريق الشمول عشية ... إوز بأعلى الطف عوج الحناجر

قوله " ويوم " انجر بإضمار رب، وجوابه قصر طوله. يقول: رب يوم من أيام الصيف شديد الحر، جعل طوله قصيراً، ما اشتغلنا به فيه من الشرب والقصف. وأراد بدم الزق الخمر. واصطكاك المزاهر: ودافعة أوتار البربط بعضها لبعض بالضرب. ويقال: ازدهر الرجل، إذا فرح. فيجوز أن يكون العود وقوله " لدن غدوةً " انتصب غدوةً عن النون من لدن، ولاينتصب به غيره، فهو شاذ. والمعنى: باكرنا الشرب، فلما رحنا كان أصحابي قد سكروا واكتسبوا كبراً ونبلاً، وذهاباً عما يشير به الناهي والمسدد.

وقوله " كأن أباريق الشمول عشيةً " شبه أواني الخمر وقد فرغت وأمليت بطيور ماء اجتمعت عشيةً بأعلى الساحل، معوجة الحناجر والحلوق.

وأدخل هذه القطعة في باب النسيب لرقتها ودلالتها على اللهو والخسارة.

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ وقال جابر بن ثعلب الجرمي:

ومستخبر عن سر ريا رددته ... بعمياء من ريا بغير يقين

فقال انتصحني إنني لك ناصح ... وما أنا إن خبرته بأمين

يروي: " انتصحني إنني ذو أمانة، وهذا في كتمان سر المحبوب، والمحافظة على الذمام والحرم. يقول: رب مستدرج لي فيما بين ريا وبيني، طالب للوقوف على المكتوم من أمرها وأمري، رددته عن نفسي بقصة عمياء لايهتدي فيها لمطلوب، ولا

<<  <   >  >>