للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تستعمل في الكثرة والعقل. وقوله وقد بلغت رجمها، أي رجمي لها، أضيف المصدر إلى المفعول.

[وقال عبد الرحمن المعني]

قد قارعت معنٌ قراعاً صلبا

قراع قومٍ يحسنون الضربا

ترى مع الروع الغلام الشطبا

إذا أحس وجعاً أو كربا

دنا فما يزداد إلا قربا

تمرس الجرباء لاقت جربا

أصل القرع الضرب على الشيء الصلب. ومعنٌ: قبيلة. يريد أنها ضاربت أعداءها ضرباً شديداً، ودافعتهم دفاعاً مرضياً، ضراب قومٍ لهم نيقةٌ حسنةٌ في القتال، وأخذةٌ عجيبةٌ في اللقاء، يهتدون للغلاب والاعتلاء أحسن اهتداء، ويتأتون للقراع من أقرب غايةٍ وإلى أبعد انتهاء؛ ترى عند اهتياج الفزع الغلام التام القامة منهم، القليل اللحم، المطاول عند مبارزة الخصم متى أدرك وجعاً، أو أحس شدةً وضيقاً، يقدم ولا يحجم، بل يزداد على حد الجذاب مصادمة، وعلى طول المراس مكافحةً ومكافةً، فيحتك بالأبطال في المواقف احتكاك الإبل الجربى في المعاطن.

قوله ترى مع الورع أي عند حصول الروع لا يتأخر عنه، فهو معه يقوم بقيامه، ويهتاج باهتياجه.

وقوله إذا أحس ظرفٌ لقوله دنا. وانتصب تحكك على أنه مصدرٌ من فعلٍ دل عليه قوله فما يزداد إلا قربا.

وقوله لاقت جربى يجوز أن يكون جمع أجرب وجربٍ كأحمق وحمقٍ وحمقى. ويجوز أن يكون مقصوراً من جرباء، والشاعر أن يقصر الممدود. أي تحكك الجرباء لاقت جرباء مثلها. ويجوز أن يروى جربا بضم الجيم، فيكون كأسود وسودٍ، وأقلف وقلف.

<<  <   >  >>