للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيه العداوة. قال أوس:

إذ يشزرون إلى الطرف عن عرض ... كأن أعينهم من بغضتي عور

وقوله (جعلت) لا يحتاج إلى مفعول لأنه في معنى طفقت وأقبلت. وانتصب يوماً وشهراً على الظرف، و (تتبعوا هواناً) في موضع المفعول الثاني لرأيت.

[وقال بعض القرشيين]

بينما نحن بالبلاكث فالقا ... ع سراعاً والعيس تهوى هوياً

خطرت خطرة على القلب من ذك ... راك وهنا فما استطعت مضيا

قلت لبيك إذ دعاني لك الشو ... ق وللحاديين كرا المطيا

قد تقدم القول في (بيننا) و (بينما) جميعاً، وأنهما يستعملان في المفاجأة. وانتصب (سراعا) على الحال، لأنه جعل بالبلاكث مستقراً. والواو من قوله (والعيس) واو الابتداء وهو للحال أيضاً.

وقوله (خطرت خطرة) هي الحالة التي فاجأتهم. وانتصب (وهنا) على الظرف، ومعناه بعد ساعة من الليل. وقوله (خطرت خطرة) يقال: خطر ببالي خطوراً، وخطر البعير بذنبه خطرانا. ويقال: سنح لي سانح، وهجس هاجس، وخطر خاطر. وكأنه أجرى خطرت خطرة مجرى قوله: دعت دعوة من ذكراك، لقوله: (قلت لبيك إذ دعاني لك الشوق) . والشاعر وصف ما هو عليه من طاعة الهوى، وأنه في ملكته، إذا دعاه أجاب حتى لايقدر إلا على ذلك. فيريد: بينما نحن بهذين الموضعين نسير مسرعين، والرواحل تهوي بنا في أثنائهما ومعاطفهما، وتقطع المسافة

<<  <   >  >>