للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فولوا تحت قطقطها سراعاً ... تكبهم المهندة الذكور

يقول: انهزمت حمير مسرعين تحت صغار البرد، ولم يصبروا إلى كباره، والسيوف الهندية تسقطهم لوجوههم. ويقال هندت السيف، إذا نسبته إلى الهند. وقال أبو عمرو: وهندت السيف، إذا أحددته. وذكر الدريدي في القطقط أنه ضربٌ من المطر، ولم يحده. وموضع تكب نصبٌ على الحال، وما قدمناه في القطقط قول الخيل.

؟

وقال جزء بن ضرارٍ

أتاني فلم أسرر به حين جاءني ... حديث بأعلى القنتين عجيب

تقديره: أناني حديثٌ عجيب بأعلى القنتين، فلم أسرر به حين جاءني. وإنما استعجب من الحديث لتضمنه ما كرهه، فكان يرده بما يقوى في أمله من ضده. وقد اجتمع فعلان أتاني وجاءني، فأعمل الأول. ومثله قول الآخر:

ولم أمدح لأرضيه بشعري ... لئيماً.....................

تصاممته حتى أتاني يقينه ... وأفزع منه مخطئٌ ومصبب

تصاممته، أراد تصاممت عنه، حتى أتاني يقينه، أي الجلي الواضح منه. وأفزع يجوز أن يكون معناه صادف الفزع فلا يقتضي مفعولاً، ويجوز أن يكون أفزع الغير فيكون مفعوله محذوفاً. ومعنى البيت: تكلفت الصمم عن ذلك الخبر حتى جاء ما لم يمكن رده، لكون الشبه منتفيةً عنه، واتفق المخطئ والمصيب على تصحيحه، وصادفا الفزع فيه، أو أفزعا الغير منه. ومثل قوله " تصاممته " في انحذاف حرف الجر منه قول الآخر:

وأخفى الذي لولا الأسى لقضاني

<<  <   >  >>