للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أشار بالظلم إلى ما جرى بينهم في أمر داحسٍ والغبراء، وإنكاره السبق، وركوبه البغي. وقوله " ما طلع النجوم " ينتصب على أنه بدلٌ من الدهر. والمعنى: لولا ما أسلفه من الظلم لاقتضى ما يجمعنى وإياه من الأحوال والذمم، والتشاجر والرحم البكاء عليه مدة الدهر. وقوله " ما طلع " بمنزلة المصدر، وقد حذف اسم الزمان معه. والمارد بذكر الدهر الكثير والمبالغة والتأييد. وقد بينه بقوله " ما طلع النجوم "، لأنه على ذلك يصح أن يكون بدلاً منه. فمعنى " عليه الدهر " عليه طوال الدهر، وامتداد الدهر.

ولكن الفتى حمل بن بدرٍ ... بغي والبغي مرتعه وخيم

يقول: استعمل البغي واستوبل العافية، واستذم المرتع، ومن بغي عليه فإنه ينصر. ويقال: بغى الرجل على فلانٍ، أي جار. وبغى الفرس في عدوه، وهو فرسٌ باغٍ، وذلك إذا اختال ومرح. وإذا استعمل في الفخار والاستطالة فهو من هذا. والوخامة: الثقل يعرض من الطعام. يقال وخم وخامةً فهو وخيمٌ ووخمٌ، أي لا يستمرأ.

أظن الحلم دل على قومي ... وقد يستجهل الرجل الحلين

يقول: احتمالي من عشيرتي، واستعمال الحلم معهم، هو الذي جسرهم علي فيما أظن، ودلهم على قصدي واهتضامي على ما يتبين. ثم قال " وقد يستجهل الرجل الحليم " أي إذا أحوج الحليم وأحرج فقد يتكلف ما لا يكون معهوداً في طبعه، ولا موجوداً من خلقه. وإنما نبه بهذا الكلام على أنه يتحلم عن الأدبين، ويصبر على أذاهم، وأنه لما عيل صبره وحمل فوق ما في وسعه، خرج عن المعتاد منه إلى غيره.

وقال مساور بن هندٍ

سائل تميماً هل وقيت فإنني ... أعددت مكرمتي ليوم سباب

<<  <   >  >>