للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أراه وأشاهده. والصموت: اسم فرسه. ويعني بفارسه نفسه. وأكساء الخيل: أدبارها. ويقال هو يكسؤه ويدبره ويذنبه، أي يكون في أثره. وحكى الخيل أكسأته الخيل. والمعنى: لا يكون ذلك حتى أرى نفسي تركض في أدبار خيلٍ منهزمةٍ وتسوقها، كما تساق الإبل. وقيل شبهها بالإبل في عظم خلقها وإشرافها. والكلام على هذا يراد به خيل مخصوصةٌ بتوعدها ويعين عليها.

؟ لا تحسبني محجلاً سبط ال - ساقين أبكي أن يظلع الجمل هذا توعدٌ وتعريض بالمخاطب. المحجل، يجوز أن يكون مأخوذاً من الحجل الذي هو القيد، ومن الحجل الذي هو الخلخال، ويجوز أن يكون من الحجلة. والمعنى: لا تظنني إنساناً مترفاً منعماً لا غناء عنده، ولا كفاية لديه، ولا رأي يستند إليه، ويعول في المهمات عليه، فهو في العجز كالممنوع المقيد، وكالمرأة المخلخلة، وكالمخدر الملازم للحجال والفرش يجزع - لضعف نهوضه، وسقوط قواه، وسوء بصيرته - من ظلع جمله فضلاً من غيره. وقوله " أبكي أن يظلع الجمل " صرف الكلام إلى الإخبار عن نفسه، ولو قال " يبكي أن يظلع " لترك الاستمرار في صفة المحجل جارياً على حده، غير متحول عنه، وكان الكلام أحسن في قران النظم.

إني امرؤٌ من تنوخ ناصره ... محتملٌ في الحروب ما احتملوا

قوله " من تنوخ " أي أنتسب إليها، وأهوى هواها. و " ناصره " نكرة لأن إضافته إضافة تخفيف لا إضافة تعريف، والتنوين منويٌ فيه، أراد: ناصرٌ له. وقوله: " ما احتملوا " أراد: ما احتملوه، فحذف المفعول لطول الصلة. والمعنى: إني مخالطهم وناصرٌ لهم، وصابرٌ على ما يصبرون عليه، وناهضٌ تحت العبء الذي ينهضون فيه.

[وقال عبد الله بن سبرة]

إذا شالت الجوزاء والنجم طالعٌ ... فكل مخاضات الفرات معابر

<<  <   >  >>