ولسنا بمحتلين دار هضيمةٍ ... مخافة موتٍ إن بنا نبت الدار
هذا خلاف قول الآخر:
إذا ارتحلوا عن دار ضيم تعاذلوا ... عليها وردوا وقدهم يستقيلها
وانتصب مخافة على أنه مفعولٌ له، الهضيمة والمضيمة واحد.
وقال قراد بن عبادٍ
إذا المرء لم يغضب له حين يغضب ... فوارس إن قيل اركبوا الموت يركبوا
ولم يحبه بالنصر قومٌ أعزةٌ ... مقاحيم في الأمر الذي يتهيب
تهضمه أدنى العدو ولم يزل ... وإن كان عضاً بالظلامة يضرب
يخبر بأن عز الرجل بعشيرته، واعتلاءه بذويه وأقاربه، فإذا لم يتغضب له فرسانٌ يسخطون لسخطه ويمتعضون من دخول الضيم عليه، فيركبون حد الموت في هواه، ويقتحمون الشدائد في نصرته، تجاسر عليه أضعف أعدائه، وأدنى مخالفيه، وإن كان في نفسه منكراً داهيةً لا يطاق، ولم يزل مضروباً بالظلم والهضيمة، مقهوراً بالإزراء والمضيمة، وإن كان لا يؤتى من حدٍ ومضاء. والعض: السيئ الخلق، والمنكر الشديد اللسان. ويقال هو عض مالٍ وعض سفرٍ وقتال، إذا كان حسن الغناء في جميعها. وجواب إذا المرء قوله تهضمه، وهو العامل فيه والمقاحيم: جمع المقحام، وهو الذي يخوض قحمة الشيء، أي معظمه. ومعنى تهضمه كسره وأذله. والحباء: عطاءٌ بلا منٍ ولا جزاءٍ. ويقال: حباه الله بكذا، وحباه كذا أيضاً. وخبر لم يزل " يضرب "، وفي الجملة جواب " وإن كان عضاً ".
فآخ لحال السلم من شئت واعلمن ... بأن سوى مولاك في الحرب أجنب
ومولاك مولاك الذي إن دعوته ... أجابك طوعاً والدماء تصيب