عليه: لوى يده الله، أي أشلها وأبطلها، وهو القادر على ذلك منه، والغالب له وعليه.
[وقال عارق الطائي]
والله لو كان ابن جفنة جاركم ... لكما الوجوه غضاضة وهوانا
وسلاسلاً يثنين في أعناقكم ... وإذا لقطع منكم الأفرانا
ولكان عادته على جاراته ... مسكاً وربطاً رادعاً وجفاناً
لهذه الأبيات قصة طريفة، وأنا أذكرها بما عرض من السهو فيها.
ذكر هشام الكلبي أن عمرو بن المنذر بن ماء السماء - وأمه هند بنت الحارث الملك - كان عاقد طيئاً ألا بغزوا ولا يفاخروا، فاتفق أن غزا عمرو اليمامة فرجع منفضاً، فمر بطيء، فقال زرارة بن عدس: أبيت اللعن، أصب من هذا الحي شيئاً. فقال: ويلك، إن لهم عقداً! قال: وإن كان، فإنك لم تكتب العقد لهم كلهم. فلم يزل به حتى أصاب نسوة وأذواداً، فقال في ذلك قيس ابن جروة الأجئى:
ألا حي قبل البين من أنت عاشقة ... ومن أنت مشتاق إليه وشائقه
- وستجيء الأبيات في هذا الباب من الاختيار من بعد، لكن في آخرها قوله:
لئن لم تغير بعض ما قد صنعتم ... لأنتحين للعظم ذو أنا عارقه
فلقب يومئذ بعارق - فلما بلغ عمرو بن هند هذا الشعر قال له زرزارة: أبيت اللعن، إنه ليتوعدك على انتقامه بزعمه. فقال عمرو لثرملة بن شعاث الأجئي: أيهجوني ابن عمك ويتوعدني؟ فقال: والله ما هجاك، ولكنه قال:
والله لو كان ابن جفنة جاركم ... ما إن كساكم غضة وهوانا
وسلاسلاً يبرقن في أعناقكم ... وإذا لقطع منكم الأقرانا
ولكان عادته على جيرانه ... ذهباً وريطاً رادعاً وجفافا