ذو أما لغتهم وهو في معنى الذي، وأنا عارقة من صلته، وقد مضى الكلام في مثله.
[وقال برج بن مسهر]
مرت من لوى المروت حتى تجاوزت ... إلي ودوني من قناة شجونها
إلى رجل يزجى المطي على الوجى ... دقاقاً ويشقي بالسنام سمينها
فللقوم منها بالمراجل طبخة ... وللطير منها فرشها وجنينها
اللوى: مسترق الرمل. والمروت: فعول من المرت، وهو الأرض التي لا تنبت شيئاً. وقال الدريدي: هو المكان القفر. وقناة: موضع. وشجونها: جوانبها المتقاربة ونواحيها. والشجون أيضاً: الأشجار الملتفة المتداخلة. والشواجن، واحدتها شاجنة، وهي المواضع التي فيها الشجون. ومن التداخل والالتفاف قولهم: الحديث ذو شجون. وإنما يخبر عن خيال زاره.
وقوله إلى رجل، تعلق إلي بسرت. ويعني بالرجل نفسه، ويزجى المطي، أي يسوقها. والوجى: الحفا؛ أي لا يبقى عليها ولا يرفق بها، لكنه يديم السير عليها ولا يقبها مع الحفا ولا يبقى عليها مما يهلكها. ودقاقاً انتصب على الحال، أي ضوامر مهازيل. ويشقى بالسنان سمينها، أي بالسنان له، فحذف الضمير لأنه لا يخيل. والمعنى أنه لا ينحر سمان الإبل للعفاة والضيوف. وقوله فللقوم منها بالمراجل طبخة منها رجع الضمير إلى قوله سمينها، لأنه أراد بها الجنس، وهذا إخبار عن حالتها وقد جزرت. فيقول: للوارد منها طبخة في المراجل، وللطير فرثها والولد الذي في بطنها.
[وقال ملحة الجرمى]
فتى عزلت عنه الفواحش كلها ... فلم تختلط منه بلحم ولا دم