للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عادل عن الواجب في إنفاق المال. معنى لما أتلفت أي من أجل إتلافي. ويروى: بما أتلفت والمعنى أني مصيب بسببه ومن أجله.

[وقال أبو صعترة البولاني]

فما نطفة من حب مزن تقاذفت ... به حسن الجودي والليل دامس

فلما أقرته اللصاب تنفست ... شمال لأعلى مائه فهو قارس

بأطيب من فيها وما ذقت طعمه ... ولكنني فيما ترى العين فارس

قوله حسن الجودي رواه البرقي: به حزن الجودي، وكثير من الناس يرويه: به جنبتا الجودي. وقيل في حسن الجودي: إنه قطعة متصلة بالجودي، والجودي: جبل. وقال صاحب العين: حسن: اسم رمل لبني سعد. وذكر البرقي أن الحزنة والحزن من الأرض والدواب: ما فيه خشونة، والفعل منه حزن حزونة، ورجل حزن: شرس، وقوم حزن. ومن روى: به جنبتا الوادي فالمراد به الكنف والناحية. وبعضهم استدل على أن قول الناس: فلان في جنبة فلان ليس بشيء، وإنما الصواب في جنبة فلان، بسكون النون، استدلالاً بهذا البيت.

وقد روى الأصمعي:

والناس في جنب وكنا جنباً

فيقول: ما ماء اجتمع من حب مزن - وهو البرد، لأن المزن اسم يجمعأنواع السحاب، فهو كالغيم - ترامت به جوانب هذا الجبل والليل مظلم إلى أن زال رنقه، وانقطع كدره. وخبرما قوله بأطيب. ثم وصف الماء بأنه لما حصل في القرارات بعد تقطعه بنضد الحجارة، وجوانب المذانب والأدوية، فزال عنه أكثر شوبه، هبت عليه شماللينة فصفته وبردته. يريد: ما ماء ساربة بهذه الصفة بأعذب من رضاب فم هذه المرأة، ولا أقول هذا عن ذواق واختبار، ولكن عن صدق فراسة، واعتبار مشاهدة.

<<  <   >  >>