للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النجيد إلمامٌ بقول الآخر:

.............. ونص ... طاد نفوساً بنت على كرم

ويقول الآخر:

من عهدٍ عاد كان معروفاً لنا ... أسر الملوك وقتلها وقتالها

وأخذ أبو تمام هذا المعنى فقال:

فلا تطلبوا أسيافهم في جفونها ... فقد أسكنت بين الطلى والجماجم

ويجوز أن يريد بالبطل النجيد جرية بعينه، ثم يجوز أن يكون متهكماً فيما وصفه به، ويجوز أن يكون مادحاً له، لأن مدح خصمه وفت غلبه راجعٌ إليه.

وقال قيس بن زهيرٍ العبسي سيد بني عبس

تعلم أن خير الناس حياً ... على جفر الهباءة لا يريم

يروى " أن خير الناس حياً "، والمعنى هو حيٌ، وقوله " على جفر الهباءة " خبر أن. ويروى: " ميتاً " وإعرابه على ما ذكرناه في حياً. ويروى: " ميتٌ " وارتفاعه على أنه خبر أن، و " على جفر الهباءة " في موضع الصفة له. ومعنى تعلم: اعلم. ولا يقال في جوابه تعلمت، استغنى عنه بعلمت. ويعني بخير الناس حمل بن بدرٍ. وجفر الهباءة: بئرٌ قريبة القعر، وماؤها كثيرٌ معينٌ. وكان حملٌ انهزم في وقعة بين عبسٍ وذبيان فلما انتهى إلى الهباءة أمن لبعدها عن الطلب، فرمى بنفسه إلى الماء ليبترد، فاتفق لحاق قيس به مع عدةٍ من ذويه، فقتلوا عن آخرهم.

ولولا ظلمه ما زلت أبكي ... عليه الدهر ما طلع النجوم

<<  <   >  >>