للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله فهذا أوان الشعر سلت سهامه، يعني شعره. فيقول: لكل زمان شيء يظهرفيه ويغلب، وزماننا هذا مع قرضك للشعر زمان الشعر، وقد انتزعت سهامه من كنايتها بعد أن نثرت، فجرت للرمي بها معابلها، وهي العراض، وسلاجمها وهي الطوال. المرهفات: المرفقات الحد. والمراد بهذا التنويع فنون الشعر وأساليبه. أي أنت فيه ذو فنون، والمعبل: الذي معه معابل. وعبلته: أصبته بمعبلة.

[وقال رجل من طيىء]

إن امرأ يعطي الأسنة نحره ... وراء قريش لا أعد له عقلا

يذمون لي الدنيا وقد ذهبوا بها ... فما تركوا فيها لملتمس ثعلا

وصف الأمراء الذين أشار إليهم بسوء المحافظة، وذهابهم عن معرفة الحقوق ومراعاتها، وإنزال الموالين منازلهم فيها فقال: إن من يغتربكم بعد هذا الوقت واعتمدكم، فبذل نفسه وراءكم للمتالف، وركب في هواكم المعاطب، لا عقل له ولا أرى.

ثم بين ما أشكاه منهم، وسوأ معاملتهم فقال: يذمون الدنيا لي، ويزهدونني فيها وفي الأخذ منها، وقد فازوا بها حتى لم يبقوا فيها فضالة لأحد، أي تغبروا كل محلوب فيها، ولم يبقوا في ضروعها شيئاً حتى لم يتركوا ثعلاً فيها. وهذا مثل، والثعل هو الطبي الزائد، والسن الزائدة. ويقال: ثعلت سنه. وشاة ثعول: لها ثعل. وذكر بعض أهل اللغة أن الثعلول من الشاء: التي يمكن أن يحلب من ثعلها أيضاً. وقوله وراء قريش يكون وراء بمعنى خلف وقدام، والأولى به هنا أن يكون بمعنى قدام. ومثله في القرآن: " وكان وراءهم ملك ".

[وقال رويشد]

وموقع تنطق غير السداد ... فلا جيد جزعك يا موقع

فما فوق ذلتكم ذلة ... ولا تحت موضعكم موضع

<<  <   >  >>