حتى تعفرا " وقال ذلك لأنه فيما يتصيده لا يرضى بالاختلاس، ولا يعتمد على صيد غيره والإصابة منه. ويروى: ولا نال فظ الصيد حتى تعفرا. والفظ: ماء الكرش. ويقال افتظظت الكرش، إذا استخرجت ذلك الماء منه. والمعنى: ولا نال الفظ من بطن الصيد حتى يتعفر أي يسقط في العفر ويتمكن منه. والأسد يبدأ من الصيد بحشو بطنه، فلذلك خص الفظ. والثميلة خلاف الفظ، لأنه اسمٌ لما يبقى في البطن من العلف والرطبٍ. وقط في الماضي كأبداً في المستقبل، وهو معرفةٌ مبنيٌ كأمس، وأبداً نكرةٌ كغداً. ولا نال ولا شم في معنى لم يشم ولم ينل. ومثله قوله تعالى: " فلا صدق ولا صلى ".
؟
وقال هلال بن رزينٍ
وبالبيداء لما أن تلاقت ... بها كلبٌ وحل بها النذور
يقول: لما تلاقت كلبٌ وحمير بالبيداء وأدركوا الأوتار، فحل بها النذور وسقطت الأقسام عن الحالفين بها لإدراكهم الآثار. وجواب لما يجوز أن يكون ما دل عليه قوله " فحانت حمير " أو قوله " وحل بها النذور ". ويجوز أن يكون قوله " أجادت وبل مدجنةٍ "، وهو أول البيت الرابع، وعند من يجوز زيادة الحروف في مثل هذا المكان يكون " حل بها النذور " أو فحانت " الجواب، فيكون الفاء والواو مقحمةً، وهكذا يقولون في قول الله تعالى:" حتى إذا جاءوها وفتحت أبوبها " عندهم الواو زائدة، والمراد فتحت، وقول امرئ القيس:
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى
يقولون: المراد انتحى، والواو زائدة.
فحانت حميرٌ لما التقينا ... وكان لهم بها يومٌ عسير