للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مضاعفه، ملجمة. وهذا حسنٌ. وبعضهم روى والخيل تعلك ثن الموت، والثن: حطام اليبس، والمختار ما قدمته. وفي هذه الطريقة قول الآخر:

خضنا إليه الموت في أيماننا ... حمر الشفار جفونهن الأرؤس

وهم مئون ألوفاً وهو في نفرٍ ... شم العرانين ضرابين للبهم

يقول: واقع الأعداء وناجزهم، على كثرة عددهم، وهو في رجالٍ كرام يستنكفون من تقبل العار، فتالين لبهم الرجال. وقوله مئون جمع مائة وهي من الأسماء المنقوصة إذ كانت لامها محذوفةً، بدلالة قولهم: أمأيت، ولذلك جمع على السلامة. وإنما أشار إلى جنس الترك كله فعدهم أعداءه، لا أنه حارب مئين ألوفاً منهم. والبهم: جمع بهمةٍ، وهم الشجعان الذين لا يدرى كيف يؤتون، لاستبهام أحوالهم.

[وقال أوس بن ثعلبة]

جذام حبل الهوى ماضٍ إذا جعلت ... هواجس الهم بعد النوم تعتكر

بصفة بالنفاذ في الأمور، واجتماع الرأي في الخطوب، والمضي فيما يعرض، وترك التباطؤ عما يعن ويحدث، وأنه لا يمنعه من ركوب الأسفار وتجشم المشاق ما يدفع في صدر العزم، ويثنى من حد القصد، بل يقطع علائق الهوى، ويبعد عن نفسه عوائق المنى، فيمضي قدماً إذا أقبلت عوارض الهموم بالليل، تتردد بين القلب والخاطر، وتجول بين الفعل والفاعل. والجذم: القطع. وحبل الهوى: الوصلة التي بينه وبين النفس. وعكر واعتكر: وعطف. والهاجس: ما وقع في خلدك. وأنشد:

فطأطأت النعامة من قريبٍ ... وقد قرت هاجسها بهجسي

النعامة: اسم فرسه.

وما تجهمني ليلٌ ولا بلدٌ ... ولا تكاءدني عن حاجتي سفر

<<  <   >  >>