للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكيف ولا توفى دماؤهم دمي ... ولا مالهم ذو كثرةٍ فيدوني

يقال: أوفيته ووفيت له بكذا وأوفيت، وفي هذا بيان عذرهم في ترك الوفاء بالنذر، وتعجبٌ من أفعالهم عند اختلاف أحوالهم. فيقول: كيف يقدمون علي وليس في دمائهم كلهم وفاءٌ بدمي، ولا في مالهم اتساع، فإذا عجزت دماؤهم عن دمي فكيف يعطون ديتي.

ويقال وديته أديه ديةً ووديا.

[وقال يحيى بن منصور]

وجدنا أبانا كان حي ببلدةٍ ... سوى ببن قيسٍ قيس عليلان والفزر

سوى في موضع جرٍ على أنه صفةٌ لبلدةٍ. والمعنى وجدنا أبانا حل ببلدةٍ متوسطة لديار قيس بن عيلان وسعد بن زيد مناة. والمعنى حل بين مضر ونأى عن ربيعة، لأن قيساً والفزر من مضر. والفزر: لقبٌ لسعد بن زيد مناة. وقال الأخفش: سوى وسواءٌ في معنى العدل. وفي القرآن: " إلى كلمةٍ سواء بيننا وبينكم ". وفي موضع آخر: " اجعل بيننا وبينك موعداً لا نخلفه نحن ولا أنت مكاناً سوى "، أي مكاناً عدلاً.

فلما نأت عنا العشيرة كلها ... أنخنا فحالفنا السيوف على الدهر

فلما أسلمتنا عندً يوم كريهةٍ ... ولا نحن أغضينا الجفون على وتر

يقول: لما خذلتنا عشيرتنا - وهم ربيعة - فيما نابتتا، وتباعدت بنصرتها ومعونتها عنا، وترخصت في القعود عن مساعدتنا، اكتفينا بأنفسنا فأقمنا بدار الحفاظ والصبر، واتخذنا سيوفنا حلفاء على الدهر، فما خذلتنا في يوم حربٍ وعند مدافعةٍ وجهدٍ، ولا نحن غمضنا جفوننا على وترٍ وحقدٍ. والمعنى: إنا وسيوفنا توافينا فيما عليه تعاقدنا، وتوازرنا فيما له تحالفنا، فبلغنا نحن أقصى المبالغ في طلب الأوتار، وانتهت هي إلى

<<  <   >  >>