للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وانتصب عشية على أنه بدلٌ من قوله يوم أدركت بني شمجى فيقول: لم أر خيلاً تماثلها عشية أرسلنا دوابنا على أعدائنا، وأوقعنا أنفسنا عليهم، فقطعنا باستعمال السيوف الوصل الجامعة لنا، والأسباب الناظمة لشتاتنا، وبنو بدر حاضرون لنا، ومتوسطون لما نثيره بيننا، والمشاهدون لبلائنا، والمصدقون لما ندعيه من فعلنا.

فأصبحت قد حلت يميني وأدركت ... بنو ثعلٍ تبلى وراجعني شعري

يقول: أتى على الصباح ثاني ذلك اليوم، وقد حل نذري، وأدرك قومي ذحلي، وانطلق بالفخر لساني، فصرت خفيف الظهر بعد أن كنت مثقلاً بعبء الوتر، وكان الشعر هاجرني وفارقني مدة السعي في نيل المطلوب من إمكان فرصةٍ أنتهرها، ثم راجعني. وهذا ضد قول الآخر:

فلو أن قومي أنطقتني رماحهم ... نطقت ولكن الرماح أجرت

[وقال أدهم بن أبي الزعراء]

قد صبح معنٌ بجمعٍ ذي لجب

قيساً وعبدانهم بالمنتهب

وأسداً بغارةٍ ذات حدب

رجراجةٍ لم تك مما يؤتشب

إلا صميماً عرباً إلى عرب

تبكي عواليهم إذا لم تختضب

من ثغر اللبات يوماً والحجب

يروى: الألباب.

قوله قد صبحت معنٌ بجمعٍ، الجمع: المجتمعون: والجماع: المتفرقون. ومعنى صبحت، أي أتت قيساً صباحاً بكتيبةٍ لها جلبةٌ وصوتٌ، لكثرتها. والعبدان بكسر أوله ويضم، وهو جمع عبدٍ، يقال عبدٌ وأعبدٌ وعبيدٌ وعبادٌ وعبدي ومعبوداء،

<<  <   >  >>