للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي طريقته قول الآخر:

يا أطيب الناس ريقاً غير مختبر ... إلا شهادة أطراف المساويك

واللصاب: جمع لصب، وهو شقوق في الجبل. والقارس: البارد. وقوله فارس أراد به المتفرس. ويقال: هو فارس على الخيل بين الفروسة، وإذا كان يتفرس في الأشياء ويحسن النظر فيها قلت: هو فارس بين الفراسة. والدامس: المظلم، ويقال: دمس، أي أظلم؛ وأتيته دمس الظلام.

[وقال الحارث بن خالد المخزومي]

إني وما نحروا غداة منى ... عند الجمار تؤودها العقل

لو بدلت أعلى مساكنها ... سفلاً وأصبح سفلها يعلو

لعرفت مغناها لما ضمنت ... منى الضلوع لأهلها قبل

أقسم بالقرابين التي ينحرها الحجيج عند المحصب غداة منى وهي معقولة أنه لو غيرت ديار هذه المرأة عن خططها المعهودة، ورسومها المشهورة، حتى جعلت أعاليها أسافلها، وأسافلها أعاليها لعرف مغناها المختص بها، ومثواها الجامع لأسبابها لما انطوت عليه محاني ضلوعه من ود أهلها أيام مواصلتها، حتى كان لا يلتبس عليه شيء منها. ومعنى تؤودها تثقلها. وجواب اليمين لعرفت. والمغنى: المنزل. ويقال غنينا بمكان كذا نغنى به غنى.

وجواب لو بدلت ماهو إلا جواب القسم، وهو لعرفت.

آخر:

مريضات أوبات التهادي كأنها ... تخاف على أحشائها أن تقطعا

تسيب أنسياب الأيم أخصره الندى ... فرفع من أعطافه ما ترفعا

<<  <   >  >>