وقوله وقلت لرب الناب خذها ثنية، أي حكمت صاحب النب التي عقرتها في أن يختار من إبلى ثنية على ما يشتهيه، وتصطفيه عينه وتنتقيه، وقلت مضيفاً إلى العوض الواجب له: لك علينا ناب مثل نابك في السمن. والحيا من باب ما سمي باسم غيره إذ كان منه بسبب. فالحيا: المطر، لأنه يحيي العباد والبلاد، ثم يسمى النبت حيا لأنه بالمطر يكون، ويسمى الشحم حياً لأنه عن النبت يكون. وهذا الباب كثير واسع.
[فقال في ذلك خنزر بن أقرم]
بني قطن ما بال ناقة ضيفكم ... نعشون منها وهي ملقى قتودها
وبات الكلابي الذي يبتغي القرى ... بليلة نحس غاب عنها سعودها
أخذ يسائلهم عما غيرهم به تهكماً وسخرية. ومعنى الكلام الإنكار. يقول: لم تتعشون من ناقة ضيفكم؟ وكيف استجزتم ذلك حتى صارت قد ألقي قتودها وهي مطبوخة مأكولة؟ والقتود لا واحد لها عند أصحابنا البصريين. ثم قال مقبحاً الصورة: ابتكر ضيفكم يمشي وراحلته قد نحرت وقددت لحمومها، وشمست على طنب القماء. وهذا تفظيع للشأن. والطنب: حبل من حبال الخيمة. والفقماء يعني بها امرأة الراعي، لقبها بذلك.
وقوله: وبات الكلابي يعني به بات المستضيف الطالب للقرى عندكم بليلة شؤم قد فارقها السعود، لأنكم غصبتم ناقته، ولم ينل القرى عندكم.
أمن ينقص الأضياف أكرم عادة ... إذا نزل الأضياف أم من يزيدها