شفيت النفس من حمل بن بدرٍ ... وسيفي من حذيفة قد شفاني
كان حمل بن بدر قتل مالك بن زهير أخا قيس، فظفر به وبأخيه حذيفة فقتلهما. يقول: اشتفيت بقتل حمل بن بدرٍ. ثم قال: وشفاني سيفي أيضاً من أخيه حذيفة، لأنه أتى عليه لما أعملته فيه. وهذا مما جرى بين عبسٍ وفزارة بسبب داحس والغبراء.
فإن أك قد بردت بهم غليلي ... فلم أقطع بهم إلا بناني
يقول: إن سكنت لوعتي بمجازاتهم، وبردت غلتي، فإني لم أقطع بهم إلا أطراف أصابعي. وذلك أن عزي كان بهم، وكانوا كالكف، فلما ماتوا وأعوزني التبجح بمكانهم، والاستعلاء على العدو بهم، صرت كمن قطعت أنامله. ومن الأمثال في هذه الطريقة: بالساعد تبطش الكف.
[وقال الحارث بن وعلة الذهلي]
الوعلة: الصخرة المشرفة من أعلى الجبل.
قومي هم قتلوا أميم أخيٍ ... فإذا رميت يصيبني سهمي
يقول: قومي، يا أميمة، هم الذين فجعوني بأخي ووتروني فيه، فإذا رمت الانتصار منهم عاد ذلك بالنكاية في نفسي، لأن عز الرجل بعشيرته، وهذا الكلام تحزنٌ وتفجعٌ وليس بإخبار.
فلئن عفوت لأعفون جللاً ... ولتن سطوت لأوهنن عظمي
عفا عن المذنب والذنب عفواً، إذا صفح. وحفذ حرف الجر فوصل لأعفون بنفسه. والكلام تحشرٌ وتوجع. يقول: إن تركت مؤاخذتهم، واطرحت طلب الانتقام منهم، صفحت عن أمرٍ عظيمٍ، وإن سطوت عليهم أضعفت عظمي، وهددت ركني. والجلل يزعم أهل اللغة أنه من الأضداد، يقع على الصغير والكبير، وها هنا يراد به