للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وقال زيد الفوارس]

نألى ابن أوسٍ حلفةً ليردني ... على نسوةٍ كأنهن مفائد

آلى الرجل وائتلى وتألى بمعنًى واحد. وهذه الأبنية من الألية، وهي اليمين. و " حلفةً " انتصب على أنه مصدرٌ من غير لفظه. وقوله " ليردني " يروى بفتح اللام وضم الدال، على أن يكون اللام لام اليمين. وذكر سيبويه أن لام القسم يلزمها إحدى النونين الثقيلة أو الخفيفة، وقال أيضاً وقد يحذف النون في الشعر. وهذا الموضع بالرواية الثانية جاء على ما سوغه. وقد جاء أعجب من هذا وأبعد في الاستعمال، وهي حذف اللام وإثبات النون. قال:

وقتيل مرة أثأرن فإنه ... فرغٌ وإن أخاهم لم يقصد

والمفائد: جمع المفأد، وهي المساعير والسفافيد. والفأد في اللغة: التحريك، وقيل إن الفؤاد منه اشتق، لأنه ينبض. ومعنى البيت: حلف الرجل حلفةً ليأسرنني ثم يمن علي فيردني على نسوةٍ كأنهن مساعير، لاحتراقهن وجداً بي وغماً علي، ففعلت أنا به مثل ما هم به في. وقد قيل: إن ابن أوسٍ كان مأسوراً فحلف أنه ينجيه زيد الفوارس ويفك أسره، ويرده على نساءهن من الوجد به بهذا المحل، فاقتص ابن أوس قصته فيما كان يرجوه من جهته. ثم ذكر أنه كان عند الظن به، وأنه حقق أمله. ويمكن الاستشهاد للخبرين والمعنيين على اختلافهما مما يشتمل

<<  <   >  >>