فإن أبي كانت له القليب وقيل معنى " أقتطع الصدور " أراد به مودات الصدور، فحذف المضاف. وقيل: بل أراد بالصدور الرؤساء. والمراد من البيت أني أسامح في معاملة أوساط قومي لأمتلكهم بذلك، وأجعل رؤساءهم منصبين إلى ومائلين نحوي، لأني أقتطعهم عن غيري، وأعدل بهم عمن سواي.
[وقال عمرو بن الإطنابة]
إني من القوم الذين إذا انتدوا ... بدءوا بحق الله ثم النائل
المانعين من الخنا جاراتهم ... والحاشدين على طعام النازل
يفتخر بأنه من القوم الذين إذا عقدوا مجلساً للنظر في أحوال الجيران لشدة الزمان، ولإصلاح الأمور في جوانب الحي عند فسادها، وكان اليوم مشهوداً، والتوفر على المصالح في الأباعد بعد الأقارب شديداً، ابتدأوا بإخراج حق الله تعالى جده الواجب عليهم في أموالهم، ثم كروا على النائل من بعد. ويريد بالنائل العطايا التي لا تجب في فرائض الدين ونوافلها، وإنما يقيمون بها المروءات، ويتطلبون بفعلها وجوه التحمد والتشكر.
وقوله " المانعين من الخنا جاراتهم " قصد فيه إلى تعداد خصالهم، ورواتب سيرهم، مع الإفضال التام، والبر العام، فقال: يمنعون جاراتهم " من الفحش " ويصونونهن من درن الريبة وقبح القالة، وإذا نزل بهم نازل حشدوا الطعام له -