للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بأن أتزوج بامرأةٍ حسنة السالفة، طيبة الرائحة، فابتلاني الله تعالى بما يحل معه أكل الدم.

آخر:

سقى الله داراً فرق الدهر بيننا ... وبينك فيها وابلاً سائل القطر

ولا ذكر الرحمن يوماً وليلةً ... ملكناك فيها لم تكن ليلة البدر

دعا للدار بينهما بالسقيا الغزيرة وعلى ما جمع بينهما من أيام الدهر ولياليها بمنعها الخير، وحرمانها الحيا والقطر، ثم قال " فيها " فرد الضمير على أحدهما واختار الأقرب، إذ علم أن المعطوف والمعطوف عليه يستويان في الإخبار. ومثله قوله تعالى " والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله ". وقوله " لم تكن ليلة البدر " من صفة الليل، أي كانت تلك الليلة مظلمةً لا نور فيها ولا سعود. ومعنى " ولا ذكر الرحمن "، أي لا تعطف عليها، ولا قسم لها خيرا.

[وقال آخر في امرأتين تزوج بهما]

رحلت أنيسة بالطلاق ... وعتقت من رق الوثاق

بانت فلم يألم لها ... قلبي ولم تبك المآقي

ودواء ما لا تشتهيه ال ... نفس تعجيل الفراق

لو لم أرح بفراقها ... لأرحت نفسي بالإباق

وخصيت نفسي لا أري ... د حليلةً حتى التلاقي

يريد: طلقتها فبانت مني وفارقتني، فصرت حراً عتيقاً. ومعنى " رق الوثاق "، يريد أني كنت كالموثق الأسير ففككت وثاقي، وجعل البكاء للمآقي مجازاً، وهو جمع المؤقي على وزن المعقي، وهو طرف العين الذي يلي الأنف، وهو مخرج الدمع، فلذلك جعل الفعل لها. وفي هذه اللفظة عدة لغات: مأقٌ على وزن المعق وجمعه آماقٌ، وماقٍ على زنة قاضٍ والجميع مواقٍ. وحكى أبو زيد ماقئٌ والجمع

<<  <   >  >>