للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مواقئ. وقال امرؤ القيس في المآقي:

شقت مآقيهما من أخر

وحكى يعقوب " في المنطق " عن الفراء، أنه ليس في كلام العرب مفعلٌ بكسر العين إلا حرفان: مأقي العين، ومأوي الإبل، وهذه اللفظة على اختلاف اللغات قد عملتها مسألةً، وتكلمت في وجوهها، وبينت خطأ من وزن مأقي العين بمفعلٍ بكسر العين. وقوله " تعجيل الفراق "، يريد تعجيل فراقه، فجعل اللفظ عاماً، والمراد الخاص، وعلى هذا قوله " من رق الوثاق "، يريد وثاقها. والإباق: الهرب. والراحة: وجدانك الروح بعد مشقةٍ. وما لك رواح، أي راحة. والتراويح في رمضان منه، وكذلك قولهم: تراوحته الأمطار، وأفعل ذلك في سراحٍ ورواحٍ. والحليلة: الزوجة، سميت بذلك لأنها تحال بعلها، أي تنازله وينازلها، وقوله " حتى التلاقي "، أي إلى وقت تلاقي الخلق في يوم القيامة.

وانعطف " وخصيت " على قوله " لأرحت نفسي ". وموضع لا أريد نصبٌ على الحال، والعامل فيه خصيت.

وقال آخر:

ألمم بجوهر بالقضبان والمدر ... وبالعصي التي في روسها عجر

ألمم بها لا لتسليم ولا مقةٍ ... إلا ليكسر منها أنفها الحجر

ألمم بوطباء في أشداقها سعةٌ ... في صورة الكلب إلا أنها بشر

حدباء وقصاء صيغت صيغةً عجباً ... وفي ترائبها عن صدرها زور

الإلمام: الزيارة الخفيفة، والباء من قوله " بجوهر " تعلق به. وقوله " بالقضبان " أي والقضبان معك، وهذا كما يقال: خرج بسلاحه، أي والسلاح عليه. والعجر: جمع عجرة، وهي العقدة، وخيطٌ عجرٌ وعصاً عجراء: فيهما عقد. وقالوا في روس جمع رأس. لأنه جمع فعلاً على فعل، كقولهم سقفٌ وسقف، ورهنٌ ورهن.

<<  <   >  >>