للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيضاً وتعييرٌ بالاتفاق السيء. وآليت معناه حلفت ولفظه لفظ الخبر، والمعنى معنى القسم. وربما قالوا: آليت على نفسي.

[الحارث بن همام الشيباني]

أيا ابن زيابة إن تلقني ... لا تلقني في النعم العازب

النعم يذكر ويؤنث، والتذكير فيه أغلب. وفائدته في الإفراد الإبل في الأكثر، وإذا جمع دلت على الأزواج الثمانية. يعرض بأنه راعٍ فيقول: يا ابن زيابة إنك لا تجدني راعياً يبعد في المرعى بإبله. والمعنى أنت كذلك، ويقال: مالٌ عازبٌ وعزبٌ، إذا بعد عن أهله. وروضٌ عازبٌ: بعيد المطلب.

وتلقني يشتد بي أجردٌ ... مستقدم البركة كالراكب

قوله: وتلقني عطفه على الجواب، لأنه يصلح أن يكون جواباً. ألا ترى أنه لو قال: إن تلقني تلقني كذا، لصلح؟ يقول: تلقاني يعدو بي فرسٌ قصير الشعر، متقدم الصدر، مشرفٌ كالراكب، اي إشرافه إشراف الراكب لا المركوب. ويشتد: يفتعل من الشد، وهو العدو. ويقال: استقدم وتقدم، واستأخر وتأخر، بمعنى. والبركة، كسر باؤها عند اتصال الهاء بها، لولا ذلك لقيل بركٌ بفتح الباء.

[فأجابه ابن زيابة]

يا لهف زيابة للحارث ال ... صابح فالغانم فالغانم فالآيب

يجوز أن يكون أورد هذا الكلام ساخراً متهانفاً، ومستهزئاً متهكماً، فوصفه بهذه الصفات وكان الأمر بخلافه، ويقرب هذا أن ما قبل هذه المقطوعة في مثل هذه الطريقة. ويجوز أن يكون ذكر ما كان منه على الحقيقة، فهو يتحسر لما رأى من فلاحه في غزاته، وسلامته في مآبه. ويقولك يا حسرة أمي من أجل هذا الرجل فيما ارتفع له من المراد في الغزو، وجمع له من السلامة والوفر. والصابح، يجوز أن

<<  <   >  >>