للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وقالت العوراء ابنه سبيع]

أبكي لعبد الله إذ ... حشت قبيل الصبح ناره

طيان طاوى الكشح لا ... يرخي لمظلمة إزاره

يعصى البخيل إذا أرا ... د المجد مخلوعاً عذاره

تريد أنها إذا تذكرت حال المرثي فيما كان تجري أموره عليه، ويأخذ نفسه به، عاودها البكاء والنحيب. ومعنى (حشت ناره) ضم ما تفرق من الخطب إليها وأوقدت. وإنما تريد نار الضيافة. ومعنى (طيان) صغير البطن، مهضوم الجنبين، قليل الطعم. وقولها (طاوى الكشح) أي يمضى في الأمور لوجهه لا يعرج على شيء ولا ينثني. ويقال: انطوى كشحاً فيصير من باب تصبب عرقاً. قال:

أخ قد طوى كشحاً وأب ليذهبا

وقولها (لا يرخى لمظلمة إزاره) تريد أنه إذا نابته النوائب تجرد لها وفيها وهو مشمر الإزار، مقلص الذيل، فدواها بدوائها، ونهض فيها نهض المقتدرعليها، الفاصل لها.

وقولها (يعصى البخيل) تقول: وإذا أراد اكتساب المجد أهان ماله للفقراء والعفاة، وفي إصلاح أمر العشيرة، وعصى المشير عليه بالإمساك والبخل، فخلع ربقة طاعته، وعذار احتشامه.

[وقالت عاتكة بنت زيد]

من لنفس عادها أحزانها ... ولعين شفها طول السهد

جسد لفف في أكفانه ... رحمة الله على ذاك الجسد

فيه تفجيع لمولى غارم ... لم يدعه الله يمشي بسبد

<<  <   >  >>