للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[بشير ابن أبي جذيمة]

أتخطر للأشراف يا قرد حذيم ... وهل يستعد القرد للخطران

أبى قصر الأذناب أن يخطروا بها ... ولؤم بنى قرد بكل مكان

لقد سمنت قعدانكم آل حذيم ... وأحسابكم في الحي غير سمان

قوله أتخطر لفظ الاستفهام، والمعنى التبكيت. ولما كان المخاطب من بني قرد جعله قرداً في الحقيقة. والخطر: أصله إشالة الذنب من الفحل عند هياجه ومصاولته لفحل آخر، فاستعاره لفعل هؤلاء المخاطبين لما حدثوا أنفسهم بمباراة الأشراف ومساجلتهم. فيقول: أتحدث نفسك على باعك الضيق، وذنبك القصير، بمحاذاة الأشراف ومخاطرتهم، حتى تفعل ما يفعله الفحل في صياله؟ أنى لك ذلك، والقرد لا ذنب له يشاول به ويخطر؟ وهذا مثل، وفيه مع الإزراء تهكم. وقوله أبى قصر الأذناب أن يخطروا بها رجع الضمير لإللا القبيلة بأسرها. وقوله ولؤم بني قرد الواو للابتداء ومفيدة للحال: والحال اشتهارهم باللؤم حتى لا يخفي أمرهم في جوانب أرضهم، وعند أعلام معارفهم. وقوله أبى قصر الأذناب تفسير لما أنكره بقوله: وهل يستعد القرد للخطران، وتفصيل لما أبهمه. وقوله لقد سمنت قعدانكم فالقعدان: جمع القعود، وهي الناقة تقتعد، أي تركب. وقوله آل حذيم إضافة لآل إلى حذيم إضافة البعض إلى الكل وكذلك في قوله ياقرد حذيم، يكشف لك أنه قال: ولؤم بني قرد بكل مكان. وإنما ينسبهم إلى حسن تفقدهم لأموالهم، وسوء إهمالهم لحسبهم، فقد سمنت إبلهم بحسن رعيتهم لها، وتوفرهم على إصلاحها، وترقيح هيشهم بتثميرها وتكثير نسلها، وأن

<<  <   >  >>