للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طرفا النهار ووقتا " الغارة " والضيافة، إلى أنه لا يتغير على علات الزمان ولما تغير له الإنسان من عارض ملال حادث، أو تضجر بمصارف أمر سانح.

وأرضك كل مكرمة بنتها ... بنو تيمٍ وأنت لها سماء

إذا أثنى عليك المرء يوماً ... كفاه من تعرضه الثناء

قوله " وأرضك "، يريد ما توطد له من مباني المجد والشرف بقومه وفصيلته، فجعله كالأرض له، وجعل مراعاته له من بعد وتوفره على ما يشيده بنفسه كالسماء له، وقد علم أن حياة الأرض وإضاءتها بما يأتى عليها من حيا السماء بنورها. فيريد أن عمارة مكارم آبائه كانت برمه لها، وبالمواد الذي يمدها بها، فلذلك زكت وربت، وثبتت على مر الأيام وعلت.

وقوله " إذا أثنى عليك المرء يوماً "، إن المثنى عليك لا يحتاج إلى قصدك به، لأنه متى تأدى إليك ثناؤه أنلته إحسانك، وأغنيته عن التعرض والقصد، وقطع المسافة دونك وحملالمشاق والجهد.

تبارى الريح مكرمةً ومجداً ... إذا ما الكلب أجحره الشتاء

يقول: يدوم عطاوك ويتصل، فكأنك تبارى الريح في هبوبهاأوان الجدب والقحط، وحين يقل صبر الكلب على الاعتساس والطوف، حتى يصير رابضاً في البيوت، ومستدفئاً بجوانب الأخبية والكسور. وقوله " إذا ما الكلب " ظرف لتبارى أي تفعل ذلك في مثل هذا الوقت. " مكرمة "، انتصب على أنه مفعول له، ويجوز أن يكون في موضع الحال.

وقال ابن عبدلٍ الأسدي

بينا هم بالظهر قد جلسوا ... يوماً بحيث ينزع الذبح

فإذا ابن بشر في مواكبه ... تهوى به خطارة سرح

فكأنما نظروا إلى قمر ... إو حيث علق قوسه قزح

بينا يستعمل في المفاجأة، وكذلك بينما. وكان شيخنا أبو علي - رحمه الله - يقول: هو ظرف زمان، كأن الأصل كان: بين أوقات، فحذف المضاف إليه.

<<  <   >  >>