للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي لقضى علي.

[وقال نافع بن سعد الطائي]

ألم تعلمي أني إذا النفس أشرفت ... على طمع لم أنس أن أتكرما

ولست بلوام على الأمر بعدما ... يفوت ولكن عل أن أتقدما

يقول: أما علمت من أخلاقي الكف عن كثير من المباغي الجالبة لقالة الناس وتصرفهم في الحكم عليه وله، وأنني إذا أمكنني الفوز بالمطامع القريبة والمآكل الهنيئة، فأشرفت منها على تحصيلها لم أنس أخذ النفس بالنظر فيها، واستعمال الكرم في ترك ما يجمع على عاراً منها. وقوله (على طمع) أي على مطموع فيه، ومنه قيل لأرزاق الجند: أطماعهم.

وقوله (ولست بلوام) يقول: إذا فاتني أمر لا أرجع على نفسي بللوم الكثير تحسراً في إثرهم، لكنني حقيق أن أتقدم في تحصيله قبل فواته إن كان مما يهم وقوله (ولكن عل) هو أصل لعل، وهو حرف موضوع للطمع والإشفاق، واسمه مضمر كأنه قال ولكن لعلني أن أتقدم. وهويجيء بأن وبغير أن، فإذا كان معه أن أفاد فائدة عسى، وإذا جاء بغير أن كان الفعل أقرب وقوعاً، لأن أن للاستقبال، ولعل وإن كان حرفاً يعد مع أفعال المقاربة وهي عسى وكاد ولوام بناء المبالغة، وليس بمبنى على لوم لأن المبني عليه هو ملوم.

[وقال بعض بني أسد]

إني لأستغني فما أبطر الغنى ... وأعرض ميسوري على مبتغى قرضي

وأعسر أحياناً فنشتد عسرتي ... فأدرك ميسور الغنى ومعي عرضي

ومانالها حتى تجلت وأسفرت ... أخو ثقة منى بقرض ولا فرض

<<  <   >  >>