للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كأنهم معزى قواصع جرة ... من العي أو طير بخفان تنغق

ديافية غلف كأن خطيبهم ... سراة الضحى في سلحه يتمطق

قوله بنى ثعل أهل الخنا يجوز أن يكون أهل الخنا انتصابه على الذم والاختصاص، كأنه قال: يا بني ثعل، أذكر أهل الخنا. وقوله ما حديثكم يريد: ما لغتكم. ويفسره قوله بعده لكم منطق غاو وللناس منطق، ينسبهم إلى أنهم نبط، وأن لغتهم ذات غواية وزيغ. ويعني بقوله وللناس منطق العرب. ويجوز أن يكون معنى ما حديثكم: ما شأكم المستدث وما امركم؟ ينسبهم إلى أنهم لا قديم لهم ولا حديث. وقوله كأنهم معزى قواصع حرة، يقول: إنهم لعبهم إذا تكلموا كأنهم معزى تجتر، أو طير بخفان تنغق. يعني بالطير الغراب، ليكون أشأم، والقلوب من ذكرها أنفر. ويقال: قصع البعير بحرته، إذا دقعها من جوفه. وقوله ديافية، دياف: أرض بالشام. وقصده إلى أن يخرجهم من أن يكونوا عرباً، وجعلهم غلفاً إلحاقاً لهم بالعجم والغلفة والغرلة والقلفة تتقارب. ورجل أغرل وأغلف وأقلف. وقوله كأن خطيبهم أي الفصيح منهم، والمعد يوم فخارهم، والنيابة عنهم في نفارهم، كأنه يتمطق في سلحه. والتمطق: تذوق الشيء بضم إحدى الشفتين على الأخرى مع صوت بينهما. وجعلهم كذلك في سراة الضحى، أي أنهم يتباطؤون في كل حال، حتى لا يقوموا من فرشهم إلا في ذلك الوقت.

[وقال شعيث من كنانة]

أترجو حيّ أن تحيء صغارها ... بخير وقد أعيا عليك كبارها

إذا النجم وافى مغرب الشمس أجحرت ... مقاري حي واشتكى الغدر جارها

أجود الروايتين اترجو حييا، كأنه يخاطب إنساناً ويلومه في تعليقه الرجاء برشاد صغار حي، وقد أعياه كبارها. والمعنى أنهم لا يفلحون أبداً، وإذا كان رؤساؤهم واهل الحل والعقد منهم معجزين في دعائك إياهم إلى الخير والصلاح

<<  <   >  >>