للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاعل يصبحه العلق المذكور. والطروق يكون بالليل. وقوله " في جهد بلاء "، أي فيما يجهده ويشق عليه من مقاساة البلاء. والأرق: السهر بالليل. والصدار: الثوب الذي يبلغ الصدر. وجعله منخرقاً لجنون صاحبته، لأنه دعا على من يكتم دلوه بأن يهب له امرأة مجنونة تخرج يدها من جيب صدارها فتمزق على نفسها.

وفي هذه الطريقة قول الآخر:

كجيب الدفنس الورها ... ء ريعت بعد إجفال

وإنما وصف طعنةً. فشبه سعتها بسعة جيب الورهاء. ويقال: رجلٌ مشئوم، وقد شئم، وشأم فلانٌ أصحابه إذا أصابهم شؤمٌ من قبله. وتقول: هذا طائرٌ أشأم، وطيرٌ أشائم، أي جاريةٌ بالشؤم. والخرق: ضد الرفق.

وقال أعرابيٌ

كأن خصييه من التدلدل

سحقٌ جرابٍ فيه ثنتا حنظل

التدلدل: الاضطراب. ويقال: ثوبٌ سحقٌ وجردٌ، وقد انسحق وانجرد. وإنما قال " ثنتا حنظلٍ " لأن مراده ثنتان من الحنظل. ولو أراد تثنية حنظلة لم يجز إلا حنظلتان. وقد أحكم القول فيه وفي أمثاله في غير هذا الموضع.

آخر:

كأن خصييه إذا تدلدلا

أثفيتان تحملان المرجلا

قوله " أثفية " يجوز أن يكون أفعولةً بدلالة قولهم: أثفيت القدر وثفيتها: ويجوز أن يكون فعليةً، بدلالة قولهم أثفت القدر. ألا ترى النابغة يقول:

وإن تأثفك الأعداء بالرفد

<<  <   >  >>