عثمان المازني قال: لولا اشتهار موده وكثرته لرددته. ومثله:
أنا الذي سمتن أمي حيدره
ولكنني إن دام دمت وإن يكن ... له مذهبٌ عني فلى عنه مذهب
يقول: أملك نفسي وودي في مصادقة الأخلاء، فإن داموا لي على العهد دمت لهم، ولزمت الوفاء معهم، وإن رأوا ذهاباً عني وميلاً إلى غيري ذهبت عنهم، وملت إلى غيرهم. ويروى: ولكنني ما دام دمت ويكون موضع ما دام ظرفاً، وخبر لكن دمت. وفي الأولى يكون الجزاء وجوابه خبراً. وفي طريقته قول لبيد:
فاقطع لبانة من تعرض وصله ... ولخير واصل خلةٍ صرامها
ألا إن خير الود ودٌ تطوعت ... به النفس لا ودٌ أتى وهو متعب
يقول: خير الود ما جاء عفواً من غير جهدٍ، ولا إكراه نفس وطبع، بل يبعثه الميل، ويحكمه الخلوص؛ فأما المتعب من المودات، والمشوب بالتعمل والتكلف، فلا طائل فيه. ومثله قول بعضهم:
ولا خير في ود امرىءٍ متكارهٍ ... عليك ولا في صاحبٍ لا توافقه
وقول الآخر:
إذا أنت لا يثنيك إلا شفاعةٌ ... فلا خير في ودٍ يكون بشافع
وقال أبو حنبلٍ الطائي
لقد بلاني على ما كان من حدثٍ ... عند اختلاف زجاج القوم سيار