ضيفه قد مات. والنعف: ما ناعفك من الجبل، أي استقبلك، وقيل: هو ماانحدر عن السفح وغلظ، فكان فيه صعود وهبوط. ذكره الدريدي، قال: وجمعه نعاف. وقوله " لقد كان للسارين " جواب قسم محذوف. والتعريس: النزول عند الصبح. والمقيل: موضع القيلولة، فيقول: من أسرى ليلة ثم طلب من ينزل به، كان هذا الرجل معرساً له كريماً، وأي معرس. وهذا الكلام فيه تعجب وتفخيم. وكذلك من ارتحل غدواً ثم أراد الرواح كان فناؤه له مقيلاً طيباً وأي مقيل. وقوله " بني المحصنات " جمع الى ذكره ذكر اخوته، فقال: اذكر قوماًكرام الأطراف، أمهات من الحصانة والطهارة في أعلى محل، وأبعد رتبة، ويرببنأولاداً لبعول لايوازى بهم، علو منصب، وزكاء منسب وتقدماً في الشرف والافضال. وبراعةً في جميع الأحوال.
[وقال كبد الحصاة العجلى]
ألا هلك المكسر يال بكر ... فأودى الباع والحسب التليد
ألا هلك المكسر فاستراحت ... حوافي الخيل والحي الحريد
افتتح كلامه بألا، ثم أخذ يعظم الخطب ويفظع الشأن، فقال: مات هذا الرجل فمات بموته الكرم العميم، الشرف الصميم. وقوله " يال بكر " استغاثة مما دهاه. وقد مر القول في هذه الام والفصل بينها وبين لام التعجب من قولك يا لبكر. ومعنى أودى: هلك. والباع ها هنا الكرم. ويقال: باع الرجل يبوع بوعاً، اذا مد باعه، وتبوع. وكذلك تبوع البعير، اذا مد ضبعه. والحسب: الشرف، وأصله من الحساب، لأن الحسيب يعد لنفسه مآثر فتلك المآثر حسب. كما يقال نفضت نفضاً، ثم يسمى المنفوض نفضاً. والتليد والتالد: ضد الطريف والطارف. والتلاد: ما ولد عندك من مالك. قالوا: وأصل هذه التاء الواو.