القعقاع والقعقعاني: الذي إذا مشى سمع لمفاصله تقعقع. وأراد بالأقربين وراثه، وبالجياد خيله. فيقول: أضحت خيله مفرقةً في وراثه، وهم لا يعتدون له بها ولا يبتاعونها، فتكون له المنة أو الثمن. ثم قال: ورثتهم فنسوك اشتغالاً بالإرث، وتسلياً عنك بالمال، وأنا باقٍ على ما كنت عليه من التحزن والاهتمام لا إرث لي غيرهما. وهذا كلام متأسفٍ ومستنكرٍ من أقاربه ما يراهم عليه من نسيانه والسرور بما فازوا به من ماله. والسلو: طيب النفس عن الشيء. وفي تسلى من التكلف ما ليس في سلاه.
لعمري لقد أرديت غير مزلجٍ ... ولا مغلق باب السماحة بالعذر
سأبكيك لا مستبقياً فيض عبرةٍ ... ولا طالباً بالصبر عاقبة الصبر
المحمود محذوفٌ، كأنه قال: نعم الفتى فتى أضحى. وانتصب أكل على أنه خبر أضحى، وبأكناف حائلٍ ظرف مكانٍ. وغداة الوغى ظرف زمانٍ، وتعلقا جميعاً بأضحى. ويجوز أن يجعل بأكناف حائلٍ الخبر، وينتصب أكل على الحال. ولا يمتنع أن ينصب غداة بما دل عليه بأكناف حائلٍ من الفعل المضمر. ويجوز أن يكون العامل فيه أكل، لأنه ليس بمصدر فلا يعمل الفعل المضمر. ويجوز أن يكون العامل فيه أكل، لأنه ليس بمصدر فلا يعمل ما في صلته فيما قبله. والأكل: الطعم، وإضافته إلى الردينية لم تفد فيه اختصاصاً. ألا ترى أن فائدته وهو مضافٌ مثل فائدته لو نون فقيل أكلاً للردينية. ومثله قيد الأوابد وما أشبهه. ومعنى البيت: محمودٌ في الفتيان فتى حصل بجانب هذا الوادي غداة الحرب طعماً للردينية السمر. وأصل الوغى الجلبة والصوت. واللام من لنعم جواب قسمٍ مضمر.
وقوله لعمري لقد أرديت غير مزلجٍ أقبل عليه يخاطبه بعد أن كان يخبر عنه، على عادتهم في افتنانهم في الكلام، وكأن الخطاب أدل على التحسر والتوجع من الإخبار، ولذلك عدل إليه. واللام في لعمري لام الابتداء. وخبر المبتدأ محذوف، كأنه قال: لعمري قسمي. واللام من لقد جواب اليمين، والمعنى: وبقائي لقد أهلكت غير ضعيفٍ ولا جبانٍ وقت المدافعة والممانعة فتضيع محفوظاً، ولا متشدداً على تزاحم المحتدين والسؤال، بإقامة المعاذير والعلات، فتغلق للسماحة باباً مفتوحا.