وأصل الجمة الجماعة ترد في سؤال تحمل الديات عنهم إذا ثقلت، أو السعي في صلح أو الدم بين عشائر. قال:
وجمة تسألني أعطيت
وجعله اسم الجماعة من الناس وإن وردوا لغير ذلك القصد.
[وقال جابر بن حباب]
وإن يقتسم مالي بني ونسوتي ... فلن يقسموا خلقي الجميل ولا فعلي
أهين لهم مالي وأعلم أنني ... سأورثه الأحياء، سيرة من قبلي
وما وجد الأضياف فيما ينوبهم ... لهم هند علات الزمان أبا مثلي
يقول: إن اقتسم مالي لأولادي وأزواجي وبناتي، وفازوا بما أخلفه فيهم فلن يقتسموا ما تفردت به من خلق كريم أعده لزواري، وفعال شريف أقيمه لعفاتي، وأديمه لمن يعتلق حبلى، أو يتصل سببه ونسبه بسبب ونسبي. وقوله أهين لهم مالي، يريد أني أبذله وأبتذله، لعلمي بأن ما أبقيه للأحياء سيرة من تقدمني فليس بمال لي، وأن الذي يختص بملكي هو ما أتولى تفريقه وإنفاقه في الوجوه المحمودة عندي. وانتصب سيرة على المصدر مما دل عليه قوله سأورثه الأحياء، كانه قال: أسير فيما أتركه من مالي سيرة أسلافي والناس قبلي. يقال: سار سيرة حسنة؛ يشار بها إلى الحال في السيرة المعتادة. ثم أجرى مجرى الشيم والعادات. وقال القطامي:
وسارت سيرة ترضيك منها ... يكاد وسيجها يشفي الصداعا
وقوله وما وجد الأضياف فيما ينوبهم، يريد بيان مكانه من مآرب أضيافه، وأنهم لا يعتاضون فيما ينوبهم عند الزمان وتغيره وإمكان العلات في البخل وأهله اباً مثله إذا فقدوه. وجعل نفسه أباً على عادتهم في تسمية المضيف أبا المثوى. على