وقوله آداه أثله أعداه، والألف الثانية همزة أبدلت من العين في الأصل، والمعنى أعانه. ويجوز أن يكون من الأداة، أي جعل له أداة الحرب وعدتها. وأنشد الأصمعي قول الأسود بن يعفر:
ما بعد زيدٍ في فتاةٍ فرقوا ... قتلاً وسبياً بعد حسن تآد
وقال: معناه بعد أخذ الدهر أداته.
وقال رجل من بني نصر بن قعينٍ
أبلغ قبائل جعفرٍ إن جئتها ... ما إن أحاول جعفر بن كلاب
أن الهوادة والمودة بيننا ... خلقٌ كسحق اليمنة المنجاب
قوله ما إن أحاول جعفر بن كلابٍ يجري مجرى الصفة في شرح الاسم الذي أراده وإزالة اللبس عنه. والهوادة: الحرمة والذمام والصلح. والمهاودة: الموادعة. وتهودت إلى فلانٍ تهوداً، أي توسلت إليه بوسيلة؛ من قولهم: بيننا هوادةً؛ ومنه هود الرجل إذا مشى مشياً ساكنا. فيقول: أبلغ هؤلاء القوم إن زرتهم أن أسباب الصلح والمودة، والذمام والحرمة، قد خلقت بيني وبينهم، وتغيرت عما عهدت، فهي تزداد على مر الأيام دروساً وهموداً كخلق البرود المنشق، تزيده الأيام بلىً وانسحاقاً، فلا تماسك فيها، ولا رجاء لصلاحها وعودها إلى ما كانت. والثوب السحق وصف