للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعض بني بولان من طيئٍ

بولان فعلان، من قولهم رجلٌ بولةٌ، إذا كان كثير البول. والبوال: داءٌ يصييب الغنم فيبول حتى يموت.

نحن حبسنا بني جديلة في ... نارٍ من الحرب جحمة الضرم

جديلة من الجدل، وهي فيما زعموا أمهم. والجدل: الفتل. قال الدريدي: جديلة من قولهم امرأةٌ مجدولةٌ، إذا كانت قضيفةً. ويقال ضرمت النار، إذا التهبت، تضرم ضرماً. ولهذا ما تلتهب به النار سريعاً من الحطب قيل له الضرام. فيقول: حبسنا هؤلاء القوم على نارٍ من الحرب شديدة الالتهاب. والجحمة: مصدر جحمت النار فهي جاحمةٌ، إذا اضطرمت؛ ومنه الجحيم. قال: وصفت النار بالجحيم لحمرتها، ولذلك سميت عين الأسد جحمةً، لأنها تتراءى بالليل كأنها نار. وقال الدريدي: الجحمة العين، لغةٌ يمانيةٌ. وعين الأسد خاصة في كل اللغات الجحمة.

نستوقد النبل بالحضيض ونص ... طاد نفوساً بنت على الكرم

قوله نستوقد النبل من فصيح الكلام، كأنه جعل خروج النار من الحجر عند صدمة النيل استيقاداً منهم. والوقد، توسعوا فيه حتى قيل قلبٌ وقادٌ. فإن قيل: هلا قال نستقدح النبل، فكان أصح؟ قلت: الذي قاله أفصح؛ وقد قيل زندٌ ميقادٌ، إذا كان سريع الوري. وقال الخليل: كل ما تلألأ فقد وقد، حتى الحافر. يقول: تنفذ سهامنا في الرمية حتى تصل إلى حضيض الجبل فتخرج منه النار لشدة رمينا، وقوة سواعدنا، ونصيد بها نفوساً مبنية على كرمٍ. أي نقتل الرؤساء ومن تكرم نفسه وتعز حياته. وقوله بنت أصله بنيت، فأخرجه على لغة طيئٍ، لأنهم يقولون في بقي بقى، وفي رضي رضى. ولهذا قال بعضهم:

على محمرٍ ثوبتموه وما رضى

وقالوا في بادية: باداة، كأنهم يفرون من الكسرة بعدها ياءٌ إلى الفتحة، فتنقلب الياء ألفاً. والحضيض: قرار الأرض عند سفح جبلٍ. والنبل لا واحد له من لفظه.

<<  <   >  >>