فلو أن قومي أنطقتني رماحهم ... نطقت ولكن الرماح أجرت
النطق استعمل في الكلام وغيره، ولذلك قيل منطق الطير، ثم توسعوا فقالوا: نطق الكتاب بكذا. يقول: لو أن قومي أبلوا في الحرب واجتهدوا لافتخرت بهم، وذكرت بلاءهم، ولكن رماحهم أجرت لساني، كما يجر لسان الفصيل. وجعل الفعلين للرماح لأن المراد مفهومٌ في أن التقصير كان منهم لا منها. والإجرار: أن يشق لسان الفصيل للرماح فيجعل فيه عويدٌ لئلا يرضع أمه. وقد استعمل الإجرار في الرمح إذا تكسر في المطعون. قال:
أجره الرمح ولا تهاله
وفي طريقه قوله: أنطقتني رماحهم قول الآخر:
أقول وقد شدوا لساني بنسعةٍ ... أمعشر تيمٍ أطلقوا عن لسانيا
لأن المعنى أحسنوا إلي ينطلق لساني بشكركم.
؟ سيار بن قصيرٍ الطائي
لو شهدت أم القديد طعاننا ... بمرعش خيل الأرمني أرنث
جواب لو، أرنت. يقال رن وأرن بمعنىً واحد. ومرعش من ثغور أرمينية. وأم القديد، قيل هي امرأته. والخيل ينتصب من قوله طعاننا. ومعنى البيت: لو حضرت هذه المرأة مطاعنتنا بمرعش خيل هذا الرجل الأرمني لولولت وضجت، إشفاقاً علينا، لكثرتهم وقلتنا. والباء من قوله بمرعش تعلق بطعاننا، وهو ظرف مكان له قد عمل فيه. وإنما قلت هذا لئلا يتوهم أنه تعلق بشهدت، وأنه في موضع الحال للخيل أو للمطاعنين، فيكون قد فصل به بين الصلة والموصول، وهما طعاننا وخيل الأرمني.
عشية أرمي جمعهم بلبانه ... ونفسي وقد وطنتها فاطمأنت