الذي لاعجلة به، فلماذا أبالي بما تقوض منه أو انهدم. والمعنى أن تدبير أمره يصير إلى غيره فلا يهتم لمأواه اهتمامه له أيام حياته. ويقال: لاأحفل كذا، ولا أحفل بكذا. " وعلام " ما في الاستفهام إذا اتصل بحرف الجر يحذف الألف من آخره. وقد مضى مثله مشروحاً أمره.
وهذا الاستفهام هو على طريق الإنكار، أي لم أحفل. والأحوال في كون البيت عامراً أو غامراً تتساوى عندي. وقوله فلا تركن الساملين حياضهم السامل: المصلح. والمعنى: إني أرفض حال من همته مقصورة على تثمير ماله، وعمارة حياضه، والفكر في موارد إبله ومصادرها. ومن سمل الحوض سمى الماء الذي يبقى في أسفل الحوض السملة. قال:
ممغومة أعراضهم ممرطله ... في كل ماء آجين وسمله
والمراد: أهجر من هذا همته من عيشه، وأحبس نعمي على عمارة المكارم وتفقد ما تشيد لي من المعالي. والنعم يقع على الزواج الثمانية، والغالب عليه الإبل، وهو مذكر، يقال: هذا نعم وارد. وحبسه على المكارم هو أن يصرف منافعه إلىالمستحقين من الوارد والزوار، مقصورة عليهم ومشغولة بهم.
[وقال زيد بن حصين]
أقلي على اللوم يا ابنة منذر ... ونامي فإن لم تشتهي النوم فاسهري
ألم تعلمي أني إذا الدهر مسني ... بنائبة زلت ولم أتترتر
يخاطب لائمة له تبرم بلومها فقال: قللي من لومك علي ونامي عني، فإن تعذر النوم عليك ضجراً بالحالة التي تجمعنا فاسهري، فليس لك من عتبك مايرد نفعاً علي ولا عليك. ثم أخذ يقررها على قلة احتفاله بما يأتي به الدهر، فقال: أما علمت أن الزمان إذا مسني بحدثانه ذهب عني ولم أتردد في حيرته، ولم أتنكس في لواحق شره ونوائبه، بل أمضى قدماً على ما يمسني منه ويخصني، راضياً بما يقسم لي من عفوه، وملتزماً ما يعرض منه عند جهده.