للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيختاره. ويقال: صليت الشواء، إذا شويته. وأصليته وصليته، إذا ألقيته في النار. ويقال أيضاً صلى عصاه، إذا أرادها على النار، فهو مثل أكرمته وكرمته وأفرحته وفرحته. وفي القرآن: " إلا من هو صال الجحيم ". ويقال: تصليت حر النار واصطليته.

كأن أدواي بالمدينة علقت ... ملاءً بأحقيها إذا طلع الفجر

كأن قرى نملٍ على سرواتها ... يلبدها في ليل سارية فطر

استمر في وصف اللقاح، لأن تفخيم أمرها يزيد في بيان الخطإ فيما اختاره. وشبه ضروعها بمزادٍ مملوء. والأحقي: جمع حقوٍ، وهو من الإنسان معقد الإزرار من كل ناحية، ومن غيره مما يحلب مواضع الضروع. والمعنى أنها بالغدوات وقد حلفت من الليل، كأنما علقت بمواضع ضروعها أدواي مملوءة ماءً. وانتصب " ملاء " على الحال.

وقوله " كأن قرى نملٍ على سرواتها " يشبه قول الآخر:

إلى سراةٍ مثل بيت النمل ... غنيةٍ من وبرٍ وخمل

والسروات: الأعالي. وقرية النمل ربما ترى كأعظم جثوةٍ، ولذلك شبه ارتفاع أسنمتها وكثرة اللحم والشحم عليها بها. ومعنى يلبدها يصلبها والسارية: السحابة تسرى ليلاً.

[وقال واقد بن الغطريف]

وكان مريضاً فحمي الماء واللبن:

يقولون لا تشرب نسيئاً فإنه ... وإن كنت حراناً عليك وخيمٌ

لئن لبن المعزى بماء مويسلٍ ... بغاني داءً إنني لسقيم

النسئ: الرثيئة. والحران: الشديد العطش. وعليك من صفة وخيم، وقد قدمه فانتصب على الحال. ومويسل: تصغير مأسلٍ الذي ذكره امرؤ القيس في قوله:

وجاراتها أم الرباب بمأسل

<<  <   >  >>